استنكرت الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية''الفيري'' ما وصفته بالتدخل المتكرر للإدارة الاشتراكية في إسبانيا، من أجل إعادة وتجديد تنظيم التمثيلية الإسلامية، في حين يعد ذلك من اختصاص اللجنة الإسلامية بإسبانيا، حسب رسالة بعثت بها الفيدرالية إلى رئيس اللجنة الاستشارية للحرية الدينية. سبب الاحتجاج يرجع -حسب الرسالة- إلى محاولات وراءها وزارة العدل وتسعى من خلالها إلى تحجيم الفيدرالية التي يرأسها المغربي محمد حامد علي، في مقابل تقوية هيئة أخرى هي اتحاد الجمعيات الإسلامية بإسبانيا، وكذا الدفع بإنشاء هيئات وجمعيات أخرى، في أفق مراجعة اتفاق يرجع إلى سنة 1992 مُوقّع بين وزارة العدل واللجنة الإسلامية في إسبانيا، هذه الأخيرة تتشكل من الفيدرالية التي تأسست سنة 1990 واتحاد الجمعيات التي تأسست سنة .1991 وحسب منطوق الرسالة، فإن الجهات الإسبانية تسعى إلى- عبر آليات التعاون والاستشارات والتمويل الممنوح- لإحداث هيئة تحت مسمى ''المجلس الإسلامي الإسباني'' يطرحه اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا مع جمعيات وهيئات أخرى، واعتبرت الرسالة، التي حصلت ''التجديد'' على نسخة منها، أن ''هذا تدخلا سافرا للدولة الإسبانية في الشؤون الداخلية للمسلمين''. ويبرر اتحاد الجمعيات الذي يتزعم هذه المبادرة مطلبه بكون اللجنة الإسلامية تعيش انسدادا تسببت فيه الفيدرالية التي يرأسها حامد علي. هذه الأخيرة اعتبرت الاتهام ''أمرا زائفا وشائن''، وأضافت أن ''محاولة تكوين هذه الهيئة عبر التحايل على الإجراءات المنصوص عليها يعتبر انتهاكا صريحا للقانون''، وأشارت إلى تقديم الاستشارة والتمويل للهيئة من قبل إدارة فرعية ومؤسسة عمومية تابعة لوزارة العدل. وأبدت الفيدرالية استعدادها للتعاون لتعديل اللجنة الإسلامية في سبيل تخويلها مزيدا من التمثيلية والهياكل الديمقراطية. لكن أصرت على رفضها التدخل لبعض المصالح الإدارية والتي ''أظهرت أنها لا تتمتع بالكفاءة ولا الحيادية اللازمة لتمثيل الدولة الإسبانية'' على حد تعبير نص الرسالة. بل إنها حذرت أعضاء اللجنة الاستشارية للحرية الدينية من أن يؤدي سلوك الإدارة الإسبانية إلى تكريس سابقة سلبية للعلاقة مع الأديان عامة والإسلام خاصة. يذكر أن الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية تضم نحو 100 جمعية تشتغل على المستوى الوطني الإسباني، وتشرف على المساجد الكبرى بإسبانيا. ذلك أن عدد المسلمين في اسبانيا يقدر بنحو مليون و500 ألف مسلم، منهم 800 ألف مسلم مغربي.