أكد المقرئ الإدريسي أبو زيد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن رياح الثورات العربية تسير في صالح القضية الفلسطينية، مستشهدا بما قاله محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن ''الرابح الأكبر مما يجري في الأمة هو القضية الفلسطينية والخاسر الأكبر هو إسرائيل''. وركز أبو زيد في مداخلة له بعنوان ''حركات التحرر في العالم العربي وانعكاساتها على القضية الفلسطينية''، نظمها مكتب حركة التوحيد والإصلاح بمنطقة سيدي عثمان الأربعاء المنصرم بخزانة عبد الكريم الخطابي بحي الصدري، على مجموعة من الخصائص التي ميزت الثورات الشبابية العربية ومن جملتها أنها ثورات فريدة بحيث أنها غير قابلة للتحليل ولا للتوصيف وأنها لا رأس يقودها ولا رمز يمثلها كما هو الشأن في الثورات التي عرفها التاريخ، كما أنها جديدة ديناميكية ومجددة في أسلوبها وذلك في تخليها عن السلاح والقبلية والطائفية، وجمعت أيضا صفة اليقظة الشبابية والتجرد والسننية. وقال أبو زيد إن سنة الله في الكون تقتضي اكتمال المظلومية لكي يتم تحقيق النصر، وأن شروط الحكم العادل قائم على عدالة معنوية تتمثل في الحرية وعدالة مادية تتمثل في العيش الكريم، وإذا غاب هذان الشرطان اكتملت المظلومية. وأشار المقرئ إلى أن سقوط الرئيس السابق حسني مبارك عرف توافقات سميائية كريمة وأخرى بغيضة، أما الأولى فهي أن السقوط وافق ذكرى المولد النبوي، وذكرى معركة المنصورة التي وقعت بين 8 إلى 11 فبراير سنة 1250م والتي دارت بين القوات الصليبية بقيادة الملك الفرنسي لويس التاسع عشر والقوات الأيوبية بقيادة الثلاثي فخر الدين يوسف وفارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس حيث انهزم الصليبيون في هذه المعركة هزيمة كبرى ورادعة، وأيضا ذكرى استشهاد الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى في 12 فبراير 1949م، وأما التوافقات البغيضة هي مطابقة تأسيس جماعة الإخوان المسلمين لسنة مولد حسني مبارك سنة 1928م وفي هذا الصدد استشهد بالمقولة المشهورة ''أي حق رفع وأي باطل وضع''. وقال أبو زيد أن جماعة الإخوان المسلمين كانت بمثابة الهيكل العظمي لجسم الثورة واستطاعت أن تحصل على تعاطف ثلثي الشعب المصري، وظهر هذا خلال نتائج التصويت على الدستور ب ''نعم'' بنسبة 77% علما أن الجماعة كانت في صف الدستور لوحدها في مقابل التيارات الأخرى والتي لم تحصل إلا على 22% من الأصوات. وأضاف الإدريسي أبوزيد مشيدا ب ''الفايسبوك'' ومستخدميه، مستشهدا بالقرآن الكريم ''الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين''، مشيرا إلى أن الفيسبوك أصبح وسيلة للتعبير عن الرأي بكل حرية والتصدي للفساد والمفسدين والضغط على الحكومات في الاستجابة للمطالب الشرعية للشعب، مشيرا إلى أن حركة الشباب الشعبية قد تجاوزت التنظيمات والأحزاب والهيآت.