أطلق قسم الدعوة بجهة الوسط لحركة التوحيد والإصلاح يومي السبت 26 والأحد 27 مارس 2011 الماضيين مبادرة مشروع عبد الله بن ياسين لتكوين الدعاة بالمقر الجهوي عين السبع تحت شعار قوله تعالى: ''فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون''، وعرف البرنامج استضافة الأستاذ عبد الحميد القضاة نائب المراقب العام للحركة الإسلامية بالأردن في لقاء تواصلي قدم فيه نبذة سريعة عن العمل الدعوي للحركة في الأردن''. وحسب وثيقة المشروع فإن الهدف الرئيسي من المركز هو إعداد وتأهيل دعاة قادرين على التأطير في فضاءات الدعوة العامة، كما يشارك في هذا المركز نخبة من الأعضاء الفاعلين والمهتمين بمجال الدعوة في الحركة. وقال'' يونس الشلي'' نائب المسؤولة المكلفة بملف الدعوة حنان الإدريسي، إن مبادرة المركز بداية للانخراط في مسيرة الإصلاح والدعوة إلى الله تعالى داخل المجتمع المغربي من خلال تأهيل دعاة فاعلين في حقل الدعوة والتأطير الديني بالمغرب. وقال ''محمد حقي'' عضو قسم الدعوة إن هذه المبادرة تندرج في سياق التوجه الاستراتيجي الجديد للحركة القائم على ترشيد التدين وتصحيح الاختلالات في الفهم والسلوك عند المتديننين المغاربة، وأفاد في هذا السياق أن مشروع التكوين ينقسم إلى ثلاث مراحل أساسية، مرحلة التكوين المؤسسي داخل المركز ومرحلة التكوين الذاتي الفردي وأخيرا مرحلة التكوين الميداني. وذكر الدكتور ''محمد عز الدين توفيق'' عضو المكتب التنفيذي للحركة، في مداخلته حول ''المجتمع المغربي ومطلب ترشيد التدين'' إلى العوامل الأساسية التي دفعت الحركة إلى اتخاذ موضوع ترشيد التدين توجها استراتيجيا لهذه المرحلة، واعتبر أن مسألة ترشيد التدين أصبحت أولوية في الخط الدعوي للحركة كما أن مجالات ترشيد التدين هي مجالات الإسلام نفسها أخلاقا وعبادات وسياسة واقتصاد ودعوة وغيرها. وحاول ''مصطفى بوكرن'' في عرضه حول ''الدعاة والثورة بين الفكر النصوصي والفكر المقاصدي''، أن يقارن بين نوعين من الخطاب الدعوي خلال الثورات العربية وخاصة ثورة الشعب المصري وذلك بين الخطاب السلفي الذي اعتمد منهج الاستدلال النصي الحرفي ودعا إلى إيقاف الثورات الشعبية واعتبرها فتنة وخروجا عن الحاكم، ومثل هذا التيار ''خالد الجندي'' و''محمد حسان'' والتيار الوسطي المعتدل الذي اعتمد المنهج الأصولي والمقاصدي ودعا إلى تثمين الثورات ومباركتها ومثله الشيخ القرضاوي وأحمد الريسوني. وتخلل برنامج الدورة الأولى محاضرة علمية حول منهجية التعامل مع القرآن الكريم من تأطير الأستاذ ''عبد الله برقية''. ويذكر أن التكوين في إطار ''مشروع عبد الله بن ياسين لتكوين الدعاة'' يمتد لسنتين على التوالي في ست دورات تختتم أشغالها بمخيم يتم فيه تتويج المشاركين بعد تقديم بحث نهاية التكوين وتخريج الفوج الأول من المشروع.