أغلقت المحلات التجارية أبوابها صباح الأربعاء (23/3)؛ حدادًا وحزنًا على فراق الأطفال والمجاهدين، والناس يتوافدون جيئة وذهابًا إلى مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة وألسنتهم تلهج بالدعاء للشهداء وعلى الأعداء. أجواء حرب الحاجة "أم أحمد" قالت لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" وهي تجلس على عتبة منزلها القريب من مستشفى الشفاء أكدت أن هذه الأجواء تذكرها ب"الحرب الأخيرة على القطاع، حيث كان الاحتلال يستهدف عائلات بأكملها ويقتلها بالكامل". وأظهرت أم أحمد غضبها الشديد على الأعداء، كما أبدت أسفها على الشهداء "حسبنا الله ونعم الوكيل على اليهود المجرمين، وربنا يرحم الشهداء"، متمنية من الله سبحانه حماية شباب فلسطين من "صواريخ اليهود". خوف وترقب كما عبّر المواطن أبو ياسر حمادة ، وهو يراقب الحركة النشطة لطائرات الاستطلاع الصهيونية في أجواء مدينة غزة عن قلقه من شبح الحرب "أشعر وكأن الحرب الأخيرة عادت بسوادها ودمائها وأشلائها"، معربًا عن خشيته من قتل "صواريخ الحقد الصهيونية" أولاده أو أي أحد من أفراد عائلته. دموع .. ودماء .. وغضب كان "مستشفى الشفاء" مكانًا تنطلق منه جثامين الشهداء باتجاه المسجد العمري، وبعدها كان الآلاف يهمون بتشييع 8 من شهداء الشعب الفلسطيني، وفي ذلك الحين كانت 3 طائرات استطلاع صهيونية تحلق فوق المشفى. لكن هذه الطائرات لم تزعزع جموع المشيعين فارتفعت صرخاتهم الغاضبة التي تطالب المقاومة بالرد على هذه الجرائم. تبرّعَ بدمه ولم يجد الشاب محمد عدنان وسيلة للتعبير عن وقوفه بجانب الشهداء والجرحى، سوى التوجه إلى قسم التبرع بالدم في مستشفى الشفاء. وأكد عدنان لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أنه جاء لينقذ أبناء شعبه من الجرحى والمبتورين، وليضحي بدمه من أجل " فلسطين التي قدم الشهداء من أجلها أرواحهم"، كما رافق الشاب عبد الباسط زميله عدنان إلى قسم التبرع بالدم، وما إن شاهد حجم الألم الذي يكتوي به أهالي الجرحى والشهداء وهم يستغيثون برحمة الله لأبنائهم، حتى سارع بالقول للطبيب: "اسحب من دمي ما شئت للجرحى".