حكاية طفل تحدى جنود شارون في مخيم جنين يوسف العامر ينتزع رتبة ضابط صهيوني ويجادل جنوده بصلابة وشموخ مع اندحار العدو الصهيوني وفشله الذريع في اقتحام مخيم جنين بدأ الاهالي يكتشفون صورا من الماثر البطولية التي سطرها ابطاله وسكانه وحتى اطفاله الذين قاتلوا جنبا الى جنب مع رجال المقاومة بل وكان لبعضهم حكايات مثيرة مع جنود العدو ,ابرزها حكاية الطفل الذي جرد ضابط صهيوني من رتبته العسكرية التي لا زال يحتفظ بتباهي بها ,انه الطفل يوسف عماد العامر 9سنواتمن مخيم جنين الذي لمع نجمه في اوساط أقرانه بل وفي صفوف الشبان والمقاتلين وسكان المخيم منذ نجاحه بخداع وتضليل قوة من الجيش الصهيوني خلال احتلالها لبيته والتي توجت بقيامه بانتزاع رتبة ضابط تلك القوة التي يصر يوسف على الاحتفاظ بها لتكون شاهدا حيا على قدرة حتى الطفل على التعامل مع جنود الاحتلال بروح معنوية عالية وارادة استمدها من والده المناضل عماد العامر الذي اعتقل في السجون الصهيونية منذ عدة سنوات وتطارده حاليا اجهزة الامن الصهيونية وتدعي انه مطلوب لها ,بل وبفخر يقول الطفل يوسف لمراسل نداء القدس لم اخاف منهم رغم ان عددهم تجاوز العشرين وقفت وسطهم ونظرت اليهم بكراهية وقلت لاحدهم اخرجوا من منزلنا فوجودكم يضايقنا وغير مرحب به فضغط على راسي بشدة وقال بالعبرية شيكت ومعناها اخرس. ولكن يوسف رفض الانصياع لاوامر الجنود الذين اقتحموا منزله على رأس قوة كبيرة من جنود العدو حيث يروي ما تعرضت له اسرته فيقول في حوالي الساعة الثامنة ليلا بدات آلام المخاض لوالدتي الحامل فاضطرت جدتي ام زياد لنقلها للمستشفى تحت القصف الصهيوني وبقيت واشقائي الاطفال في منزلنا الواقع على مشارف المخيم وعلى بعد امتار من الدبابات الصهيونية ويضيف جمعت اخوتي الصغار في غرفة داخلية وحاولت التخفيف من خوفهم لان الجيش لم يتوقف عن اطلاق النار خلال ذلك تعرض منزلنا للهجوم وفي لمح البصر حطم الجنود الباب الرئيسي وحولوا منزلنا لثكنة عسكرية ثم انتشروا في ارجاءه مشهرين اسلحتهم ورغم ذلك لاحظت عليهم علامات الخوف والتوتر وعندما تاكدوا اننا جميعا اطفال اقترب احدهم منا مشهرا سلاحه وقال بصوت عالي اين المخربين فرددت عليه لا يوجد مقاتلين فكتم الجندي غيظه واقتادنا لغرفة صغيرة ارغمونا على الاقامة بها دون حركة ,فبكى احد اشقائي الصغار فضممته لصدري وقلت له امام الجنود لا تخاف انت فلسطيني والفلسطيني لا يخاف. ومرة اخرى استشاط الجنود غضبا فاقتاد احدهم الطفل يوسف الى وسط المنزل واجلسه ارضا وقال له انت لا تخاف فحرك يوسف راسه بالايجاب فرد الجنود عليه بنبش محتويات المنزل ويقول مزقوا الفراش الذي ننام عليه ولم يبقى في المنزل شيء الا واتلفوه حطموا الاواني والتلفاز والراديو وخلطوا المواد التموينية ببعضها ولكن يوسف جلس بصمت ورباطة جأش يراقب الجنود دون ان يبدو عليه الخوف ولماذا اخاف يقول يوسف فالبيت شيده ابي رغم ظروفه الصعبة وما يحطم يمكن شراء غيره المهم ان لا ينالوا هدفهم ويقتلوا مناضلينا او يشعرون بالانتصار علينا لذلك تمالكت اعصابي وكتمت غيضي بل وقلت لجندي وهو يتصفح نسخة من القران الكريم اتركها انها كتاب الله ولا يجوز لغير المسلم ان يمسه فالقاه ارضا فنهضت بسرعة وامسكته وقبلته وضممته لصدري فغضب الجندي وشتمني وقال للجنود انه مخرب صغير وخطير . واصر يوسف على رفض الاستجابة لأوامر الجنود بدخول الغرفة التي كانت تكتظ بأشقائه الأطفال حتى انه جادل احد الجنود الذي ساله هل ستصبح مخربا عندما تكبر فرد يوسف اذا بقي الاحتلال في ارضي ساكون مناضلا ولست مخربا فانتم الذين تخربون حياتنا ومنزلنا فحتى حقيبتي فتشتموها ومزقتهم محتوياتها هل وجدتم في كتبي متفجرات . خلال ذلك جلس أحد الضباط قرب يوسف وقد بدت عليه علامات الارهاق والتعب فغافله الصغير يوسف وانتزع رتبته التي كانت ثلاثة شرائط ودالية تعني ان الضابط يحمل رتبة رقيب اول في الجيش الصهيوني ويقول يوسف نظرت اليه بكراهية وحقد وتذكرت كلمات والدي ان الرتبة تعني شرف وكرامة الجندي ففكرت بانتزاع هذه الرتبة منه ولم اشعر الا بالرتبة بين يداي دون ان يشعر الضابط بي ومن ثم عدت إلى الغرفة التي يتواجد فيها اشقائي الذين لم ابلغهم بهذا الانتصار الكبير بالنسبة لطفل في سني وحرصت ان لا يشعر الضابط وجنوده بذلك. وبعد احتجاز واحتلال لعدة ساعات غادر جنود العدو منزل يوسف تاركين خلفهم دمار في كافة ارجاءه وما كاد يوسف واشقاءه يبداوان بتنظيف مخلفات العدوان حتى اقتحمه الجنود مرة اخرى وبشكل اكثر همجي ووحشية ويقول يوسف كانوا غاضبين جدا وكانهم يبحثون عن شيء ثمين فازددت فرحا وسعادة وكتمت الامر وجلست اراقبهم وهم يقومون باعادة تفتيش المنزل وقلب محتوياته رأسا على عقب وعندما لم يعثروا على شيء التفوا حولنا محاولين استدراج اشقائي الاطفال. حول الرتبة التي اختفت من الضابط فكانت اجاباتنا اننا لم نشاهدها ولا نعرف شيئا عنها وعندما يئس الجنود من العثور على الرتبة بعد تحطيم محتويات المنزل وتفتيشه بدقة غادروه وهم يتساءلون فيما بينهم عن كيفية اختفاء الرتبة. وتغلب يوسف على حالة الفزع التي اثارها الجنود ونجح في اخفاء أي شارة تكشف حقيقة ما قام به رغم احتجازه خارج المنزل وتفتيشه ولم تبد على يوسف أية إشارة تدل على أنه انتزع رتبة ضابط العدو المحتل عندما ركز الجنود على سؤاله دون أن يتوصلوا إلى نتيجة. وانتظر يوسف حتى خرج الجنود من منزله للمرة الثانية وتأكد من عدم عودتهم ليتوجه إلى المكان الذي خبأ به ما غنمه منهم واستخرج الرتبة من تحت السجاد ولم ينتظر العامر عودة والده المطارد إلى منزله وإنما توجه إلى ساحة المخيم حيث يتمركز المقاومون ممن كانوا يتصدون لقوات العدو غير آبه بكثافة النيران التي كانت تطلقها قوات العدو الصهيوني فسلم ما غنمه إلى أحد المقاومين لتضاف الى ما غنمه رجال المقاومة خلال تصديهم لقوات العدو والاثار الاخرى التي تؤكد اصابة آليات الجيش من بينها جعبة ملطخة بدماء جندي قتل داخل أزقة المخيم وقطعة من دبابة صهيونية أصابها المقاومون بالعبوات الناسفة وحمالة جرحى وقطعة من جنزير دبابة وأغراض أخرى. ومنذ وقوع الحادث فان اطفال المخيم لا زالوا ينظرون لرفيقهم يوسف باحترام وتقدير ويصرون على سماع الحكاية مرة تلو اخرى دون كلل وملل لنها اصبحت مضرب مثل يقول يوسف عنه انه دليل الشجاعة والبطولة والقوة فحتى الطفل قادر على مواجهة هؤلاء الجنود دون خوف او وجل وهذه بداية الهزيمة والانتصار عليهم كما سمعت والدي يقول فعندما يفقد الجندي رتبته فانه غير جدير بها .