عقد السيد محمد بن عيسى وزير الخارجية والتعاون المغربي عشية الأربعاء 3 أبريل بمقر وزارة الخارجية بالرباط ندوة صحفية مع وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف، الذي يقوم حاليا بزيارة مكوكية للمنطقة في ظل الظروف الدولية الحالية المتأزمة. في بداية تدخله، رحب السيد بنعيسى بالمسؤول الروسي مؤكدا أن هذا الأخير التقى بجلالة الملك، حيث تباحثا القضايا الثنائية التي تهم البلدين بالإضافة إلى الشؤون الإقليمية والدولية، التي تعرف غليانا في الشرق الأوسط بشكل خاص، حيث ينتهج الاحتلال يؤكد المسؤول المغربي سياسة تقتيل ممنهج ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. في هذا الإطار، ثمن السيد بنعيسى دور روسيا الاتحادية في تفعيل دور الأممالمتحدة باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، من خلال طرح مبادرات تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية على صعيد الهيئات الأممية. من جهة أخرى، أبرز المسؤول المغربي أنه خلال اجتماعه بالمسؤول الروسي تباحثا أيضا قضية الصحراء المغربية، حيث سجل بارتياح كبير التفهم الواضح للديبلوماسية الروسية التي أكدت أنها على استعداد لدعم الجهود الرامية لايجاد حل سلمي للقضية يكون موضع اتفاق جميع الأطراف. من جانبه عبر إيغور إيفانوف عن شكره لملك المغرب، وكذا المسؤولين المغاربة على حفاوة الاستقبال، وأوضح أنه سلم رسالة من الرئيس >بوتين< إلى جلالة الملك، تتضمن تأكيد روسيا حرصها على تطوير التعاون الثنائي مع المغرب، وفي شتى المجالات، مضيفا بأن المسؤولين في البلدين لهما إرادة سياسية واضحة لبحث سبل هذا التطوير، من خلال تبادل زيارات لوفود البلدين، سواء من رجال الأعمال أو رجال الثقافة أو غيرها. وبخصوص القضية الفلسطينية، أبرز المسؤول الروسي بأن موقف بلاده معروف، حيث صوتت في هذا الاتجاه لصالح القرار الأممي رقم 1402، الداعي إلى وقف إطلاق النار ووقف العنف (!؟) واستئناف الحوار بين الطرفين الفلسطيني و(الإسرائيلي)، مضيفا بأن روسيا تسعى مع شركاءها على الصعيد العالمي لتفعيل هذا القرار وتطبيقه على أرض الواقع. القضية الفلسطينية كانت حاضرة وبقوة في أسئلة الصحفيين حيث تساءل الجميع عن مدى فعالية الدور الروسي بخصوص القضية الفلسطينية إذ أن الملاحظ أن السياسة الأمريكية هي المهيمنة فيما يتعلق بالقضية حيث يستفيد العدو الصهيوني من هذا الوضع ليستمر في مسلسل تقتيله للشعب الفلسطيني البطل، الشيء الذي يجعل من قرارات الأممالمتحدة وكذلك مجلس الأمن وبالتالي أعضاءه الدائمين، تحت الهيمنة الأمريكية التي تتخذ مجلس الأمن كوسيلة لتحرير مخططاتها تحت شتى الضغوط. وخلال رده على هذه الأسئلة حاول المسؤول الروسي إعادة الاعتبار للهيبة الروسية من خلال تأكيده على أن روسيا الاتحادية وكافة أعضاء مجلس الأمن اتخذوا قرارا بشأن العدوان (الإسرائيلي) هو رقم 1402 الداعي إلى وقف (العنف) واستئناف الحوار، وبالتالي فجميع الأعضاء الدائمين ملزمون بتوفير جميع الميكانيزمات القانونية لتطبيق هذا القرار. في هذا السياق عبر مسؤول الخارجية الروسية عن كونه على اتصال دائم مع من سماهم "بالشركاء الأمريكيين" للبحث عن مخرج لهذه الأزمة مؤكدا على دعوته الإدارة الأمريكية إلى الاهتمام أكثر بما سماه "إيقاف العنف" وضرورة التعامل بنفس الطريقة مع جميع الدول سواء كانت (إسرائيل) أو العراق. وفي معرض رده على السؤال يتعلق بالاغتيالات التي تعرض لها العديد من الطلبة المغاربة بالفيدرالية الروسية، أكد "إيفانوف" بأنه لا يعلم عن الأمر شيئا، مضيفا بأنه في حالة ما إذا ثبت ذلك، فسوف يتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتوضيح الحقائق. من جانبه أكد السيد محمد بن عيسى بأن المحادثات بين الطرفين تناولت إضافة إلى القضايا الأخرى السابق ذكرها مسألة اتفاقية الصيد البحري، حيث أعرب في هذا المجال عن أمله في تفعيل بنود الاتفاق الإطار الذي يحتاج إلى العديد من المناقشات ستتم خلال لقاءات مكثفة بين وفدي البلدين. أما بخصوص العلاقات الإسبانية المغربية، فقد وضع المسؤول المغربي حدا للشائعات التي ترددت حول مسألة عودة السفير المغربي إلى الديار الإسبانية، موضحا بأن العلاقات الثنائية مع الجارة الشمالية لازالت تشوبها بعض الضبابية، الشيء الذي يحتاج إلى مزيد من الوقت، ومزيد من النقاش حتى تعود المياه إلى مجاريها. وبصفة عامة، فيمكن التأكيد على أن المغرب خلال سعيه الديبلوماسي المكثف إلى أعضاء مجلس الأمن الدائمين لضمان موقف متضامن مع قضية وحدتنا الترابية، قد حقق بعض الشيء مما كان يرجو، وتصريحات وزير الخارجية المغربي كانت واضحة في هذا المجال حيث سجل بارتياح كبير الموقف الروسي المتفهم، لكن السؤال الذي يبقى عالقا هو المرتبط بمدى فعالية الدور الروسي الذي يبدو مهزوما أمام الغطرسة الأمريكية، خصوصا مع ما تعانيه روسيا من التدهور السياسي والاقتصادي، وكذلك العسكري بفعل عدوانها على الشيشان. أحمد الوجدي