قال المهندس محمد الحمداوي إن الحدث التونسي أعطى درسا كبيرا للأنظمة العربية من أجل القيام بإصلاحات حقيقية. وأوضح رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن فشل النموذج التونسي في عهد بن علي هو فشل للمنهج الإقصائي الاستئصالي وما ارتبط به من قمع وضرب للتعددية مؤكدا أن هذا الفشل ناتج عن الرهان على التمييع وإبعاد التدين واستهداف القيم وإشاعة اللامبالاة. وأكد الحمداوي الذي كان يتحدث ضمن أشغال "الجامعة الشتوية للقيادات الطلابية" أن أي توجه وسطي لابد أن يستحضر كل الأطراف المجتمعية مشيرا في ذات الاتجاه إلى أن التدافع رغم ما يعرف من إكراهات وتحديات إلا أن فيه أيضا فرص كبيرة للنجاح وجب استثمارها. ونبه الحمداوي في لقائه التواصلي مع طلبة منظمة التجديد الطلابي في إطار الجامعة الشتوية المنظمة تحت شعار''أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا'' (نبه) إلى أن ترشيد التدين لا يجب أن يكون بصيغة الإفراط ولا التفريط بل اعتماد منهج الوسطية فيه مؤكدا أن بعض المتدينين قد تشغلهم شعائرهم عن قضايا الأمة. وبخصوص احتواء الحركة الإسلامية كما جاء على لسان بعض المتدخلين فند رئيس الحركة هذه الفكرة واعتبرها غير صائبة في نظره موضحا ما يتعرض له بعض أبناءها اليوم من مضايقات نتيجة لمبادئهم وأفكارهم. من جانبه أشار عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح عبد الله بها أنه لا بد من استحضار الشرط الذاتي في التغيير وليس الموضوعي فقط. ووجه القيادي الإسلامي خطابه لطلبة التجديد الطلابي في محور ''مستقبل المشروع الرسالي في ظل التحولات الداخلية والخارجية''، بضرورة تقوية الصلة بالكتاب والسنة كأحد الآليات للتزكية المستدامة وذلك بالتزام الصدق. إلى ذلك اعتبرت عزيزة البقالي القاسمي الأمينة العامة ل ''منظمة تجديد الوعي النسائي'' أن ما يعيشه الشباب اليوم من ثورات راجع بالأساس إلى استفادته الكبيرة من الوسائل التقنية واضعة النموذج التونسي والمصري كأحد تجليات هذه الفكرة. أما مسؤولة قسم الشباب بالحركة فاطمة النجار فأكدت في مداخلة لها حول فقه التزكية على ضرورة فهم واستيعاب المنهج القرآني من خلال العناية بالمفاهيم القرآنية، منبهة في ذات الاتجاه إلى جسامة مسؤولية هذا الدين يجب أن نحمله في كياننا لنكون جزءا من نصرته. وأضافت النجار أن الخيار اليوم هو خيار بقاء الالتزام بمنهج الفلاح والأخذ بسنن التزكية ، هاته الأخيرة التي تجلت في حاملها الأول الذي أحببناه ليس لأنه ابن أمينة أو أنه عربي وإنما لأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذا فالمسارعة إلى تزكية الأنفس أساس لتذويب موروث الجاهلية، تؤكد الداعية وعلى الإنسان أن لا يحجب نفسه من التزود بالقران الكريم، وختمت النجار مداخلتها بتوضيح خطورة أن يركض الفرد خارج قلبه ووعيه ويستأنس باعوجاج سلوكه.