تمكنت شركة ''كاستل'' الفرنسية من الاستحواذ على 60 بالمائة من رأسمال شركة ''ساب ميلر''، فرع المغرب والجزائر، في إطار اتفاق شراكة سيتم بموجبه تنفيذ مشاريع استثمار بقيمة 21 مليون دولار في المغرب و25 مليون دولار في الجارة الجزائر، حسب ما أورده موقع ''رايون بواسون'' أمس الثلاثاء. وكانت الشركة الفرنسية '' كاستل'' التي تعد الشركة الأولى في صناعة وتجارة الخمور داخل السوق الإفريقية، قد وقعت اتفاق شراكة مع شركة ''ساب ميلر'' الجنوب إفريقية التي تحتل المرتبة الثانية في احتكار سوق الخمور عالميا، حسب نفس الموقع. وأضاف ذات المصدر، أن هذه الشراكة ستخول شركة ''كاستل'' الفرنسية الاستحواذ على نسبة ستين بالمائة من أهم أسهم شركة ''ساب ميلر'' التي ستحتفظ بنسبة أربعين في المائة. وقال مولاي عمر بنحماد نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن هذه الصفقة تعكس أحد أمرين، إما أن سوق الاستهلاك الداخلية في توسع، وإما أن هناك دولا ترفض هذا النوع من الاستثمارات التي يحتضنها المغرب بسهولة. وتساءل في تصريحه لالتجديد عن الجهة التي ''تمنع الاستثمارات التي تتوجه إلى البنوك الإسلامية رغم كونها تجاوزت عشرات طلبات الاستثمار، في حين يتم تقبل الاستثمارات التي تمس بالمغرب في ثقافته وحضارته وقيمه''. وأضاف بنحماد، أن الخمر كان موجودا في المغرب منذ زمن، إلا أن المغاربة ظلوا يرفضونه وينبذونه، مشيرا إلى أن ''المسؤولية تزداد على الذين يقاومون تفشي الخمور في المغرب''، داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة ''الاعتبار بالكوارث التي تخلفها أم الخبائث صحيا واجتماعيا''. وكانت دراسة أنجزت من لدن كلية الطب بالرباط أن الإصابة بالسرطان في صفوف المدمنين على التبغ والخمور، تصل إلى ما بين 65 بالمائة و 95 بالمائة، وأضافت الدراسة أن الخمور سببا أساسيا في الإصابة بسرطان ''الكبد''، هذا الأخير يرتفع عند المدمنين على الخمور القوية، خاصة ''الويسكي''، بينما يتسبب ''الروج'' في سرطان ''المعدة''. وفي هذا الإطار، يمثل السكر العلني 16 بالمائة من مجموع الحالات الإجرامية خلال 10 أشهر من سنة 2008 في المدن، وفق المعطيات الرسمية. ويحتل الخمر والمخدرات المرتبة الثانية في سبب حوادث الطرق التي وقعت بمدن المغرب خلال ,2007 حسب دراسة لجنة حوادث السير.