لا يستطيع المتواجد بالثانوية الفلاحية بأولاد تايمة يوم الأحد ثاني محرم الحرام 1423ه، 17 مارس 2002 إلا أن يشعر بنوع من الاعتزاز والفخر وهو يشاهد معظم رجالات أولاد تايمة بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم السياسية والاجتماعية وهم على موعد مع ندوة تستهدف العمل الاجتماعي الإحساني حول موضوع: "الزكاة أساس التكافل الاجتماعي" من تنظيم وإعداد عمل تنسيقي بين ثلاث جمعيات فاعلة في منطقة أولاد تايمة وهي على التوالي:جمعية السلام للأعمال الاجتماعية،وجمعية طريق الخير للصحة،وجمعية أهل الرمل للتنمية والتعاون، وقد عرف النشاط نجاحا باهرا على مختلف المستويات من التنظيم وحسن الاستقبال إلى الحضور الكثيف والمتميز لمختلف فعاليات المجتمع بالمنطقة من أئمة ونواب برلمانيين ورؤساء المجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني وكبار المحسنين بالمدينة إضافة إلى السلطة المحلية. وعند بدء أشغال الندوة، أخذ الكلمة الرئيس الوطني لجمعية السلام مسير الجمع، فرحب بالخضور مذكرا بضرورة إرساء دعائم التعاون والتكافل وتقوية العمل الاجتماعي مصداقا لقوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). وتناول المتدخل الأول الشيخ الحسن زكار إمام مسجد محمد الخامس بالمدينة أربعة نقط هامة هي: تعريف الزكاة لغة وشرعا تبيان مدى عناية الأديان برعاية الفقراء فرضية الزكاة ومنزلة الزكاة في الإسلام حيث رفع من قدرها، ورغب في أدائه،ا ورهب في منعها، وقد خلص الشيخ إلى كون الزكاة ليست منة ولكنها حق العدالة الاجتماعية ،جعلها الله حقا معلوما ونصيبا مفروضا. أما المداخلة الثانية للشيخ الداعية الأستاذ إبراهيم شكري ،أستاذ سابق بالمركز التربوي الجهوي بانزكان، فقد تناول القواعد العلمية المعتبرة للتعامل مع المال، حيث أشار المتدخل إلى ست قواعد ،بين في بدايتها كون الملكية الحقيقية للمال ترجع إلى الله سبحانه، وأما الإنسان فملكيته نسبية محدودة وظرفية، وأن من سنة الله تحول المال من يد إلى يد، لذا حرم كنزه وأوجب تداوله، كما حث على إنفاق المال تطوعا ووجوبا وحرم إضاعته وتبذيره. من جهة أخرى، تناول الأستاذ محمد الغراوي، أستاذ مكون بابن سليمان ،التطور في مفهوم العمل الإحساني التطوعي ومفهومه في الدنيا والآخرة، إذ بدأ بتعريف كلمة التطوع، ووتحوله لصبح إلزاميا حينما يحتاجه المجتمع، وأن الجميع مطالبون بفعل الخير كل من موقعه في المجتمع، موضحا أن الشكر له ثلاثة أوجه :بالعلم والحال والعمل، وختم تدخله بالثمار الأخروية، من تفريج الكربات والهموم، وتشفيع أصحاب المعروف وصولا إلى دخول الجنة. أما المداخلة الأخيرة للدكتور محمد شرحبيلي، أستاذ بكلية الشريعةوعضو المجلس العلمي لأكادير وتارودانت، فركز على المنهج العلمي في التكافل ممثلا لذلك بالمنهج الذي اتبعه الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز في موضوع الزكاة، والنتائج التي تحققت والمتجلية في اختفاء وانحسار ظاهرة الحاجة والعوز والفاقة، مذكرا بالمساوئ التي تعرفها أوضاعنا الاجتماعية والظواهر المشينة مراجعا شبب ذلك إلى عدم التكفل بالجانب التربوي السلوكي والأخلاقي لأبناء مجتمعنا، ومشددا على ضرورة صرف الزكاة في الوجه الصحيح، والكيفية الشرعية ليكون لها مفعول في الواقع وختم تدخله بذكر بعض فضائل الإنفاق من كونها تزيد في العمر، وأن المؤمن لا يشبع من الخير حتى أن يصل إلى الجنة. بعد هذه المداخلات القيمة، انطلق الجمع إلى مشاهدة شريط من اقتراح جمعية طريق الخير للصحة، تناول في بدايته نبذة عن الجمعية ودوافع التأسيس منذ سنة 1995، كما تم الاستماع إلى عينة من المرضى المستفيدين من خدمات تصفية الدم بالجمعية، كانت بالفعل كلمات صادقة مؤثرة أدت إلى إجهاش الحاضرين بالبكاء فكانت في محتواها وفي وقعها أبلغ من المواعظ. وختم اللقاء ببرقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة، مهنئة له السنة الهجرية الجديدة. بلكوك إبراهيم