العزاء * يقوم الناس حينا عند وفاة الميت ببناء خيمة في الشارع واستقبال المعزين وإطعامهم، وكذا دعوة الجيران لحضور هذه المناسبة، بل إن بعضهم يستدعي ممون حفلات من أجل تنظيم هذا الحدث، فهل هذا جائز؟ ** الأصل في هذه المسألة عدم الاجتماع والجلوس لتلقي العزاء، ومن باب أولى بناء الخيمة في الشارع للاستقبال ودعوة الجيران للحضور، واستدعاء الممون لذلك، وذلك لحديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال:''كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة. ومن جهة أخرى فإنه من السنة أن يصنع أقرباء الميت وجيرانه لأهل الميت طعاماً يشبعهم لحديث عبدالله بن جعفر رضي الله عنه، قال:''لما جاء نعي جعفر حين قتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم:''اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم أمر يشغلهم''، هذا هو الأصل في المسألة، لا جلوس ولا اجتماع ولا إقامة خيام لاستقبال الناس. لكن الواقع قد يضغط بشيء آخر، وكذلك تقصير الناس بصفة عامة، والجيران بصفة خاصة في القيام بالواجب، يجعل أهل الميت ربما يعملون أعمالاً هي من باب الضرورة، لأن الإنسان اليوم عندما يموت له بعض أقاربه يأتي كثير من الناس من مدن وبوادٍ وقرى وأماكن بعيدة من أجل القيام بواجب العزاء، وهم إذا جاءوا إما يجلسون للغذاء أو للعشاء، وربما للمبيت أحياناً، والجيران والأقارب لا يقومون بما يلزم، ولا يمكن أن يطرد أهل الميت الناس الذين جاءوا للتعزية، فيضطرون لصنع الغذاء أو العشاء، وربما التقى العشرات في وقت واحد، مما يستدعي بناء خيمة أو استدعاء ممون. والمطلوب من المسلمين أن يقوموا بواجب البيان في مثل هذه الأمور، وتعليم الناس السنة في مثل هذا الباب، حتى نتغلب على بعض الظواهر والعادات التي تخالف سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، والله أعلم. *** إعطاء الزكاة لصديقة تنوي الزواج * لي صديقة بصدد الزواج، ولا تتوفر على المال اللازم لإقامة حفل العرس وتكاليف الزواج، فهل يمكنني إعطاؤها جزءاً من زكاة مالي من باب مساعدتها على الخروج من محنتها المالية؟ ** هذه الصديقة إن كانت من الفقراء والمساكين فلا خلاف في إعطاءئها من زكاة المال ما لم تكن من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (الشرفاء) فيهدى إليها من غير مال الزكاة، وصديقتك هذه تعطى الزكاة؛ لأنها تجوز فيها، فإذا أخذتها تفعل بها ما تشاء من زواج وغيره مما تحتاج إليه من ضروريات الحياة. لكن ينبغي أن لا تكون حفلة العرس على طريقة المترفين والمسرفين، وأن لاتحتوي على ما يخالف شرع الله من المحرمات التي يفعلها بعض الناس، وإنما يقتصر فيها على الضروريات من الوليمة. ومسألة تزويج الشباب والشابات ينبغي للمجتمع المدني أن يعتني بها، ويساعد الناس عليها مادياً ومعنوياً، سواء من أموال الزكاة أو من غيرها.