أكد المشاركون في منتدى دولي نظمته الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية بتعاون مع المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بالمدينة الحمراء تحت شعار''إفريقيا في مواجهة التحديات الإرهابية: القاعدة بالمغرب الإسلامي تهديد استراتيجي'' على مدى أربعة أيام وانتهت أشغاله يوم السبت 22 يناير 2011 على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمحاربة الفساد سواء على المستوى العسكري أو السياسي لمنع اختراق المنظمات الإرهابية لهذه المؤسسات المكلفة بالحفاظ على الأمن والاستقرار، وإشراك الهياكل الاجتماعية في آليات اتخاذ القرارات السياسية وتجنب بعض القرارات العشوائية. ودارت أشغال المنتدى وسط إجراءات أمنية مشددة بمشاركة شخصيات عسكرية ومدنية ورؤساء أجهزة أمنية، يمثلون 07 دولة من القارات الخمس، وأزيد من 051 خبيرا، إضافة إلى مسؤولين عن المنظمات الدولية. وطالب المشاركون في هذا المنتدى بمساعدة الدول والمنظمات الإقليمية على بناء مجتمعات فاعلة ومزدهرة وآمنة وديمقراطية، جاعلين في مقدمة توصياتهم في البيان الختامي الذي حصلت التجديد على نسخة منه على تعزيز التعاون الاستراتيجي والشراكة في مكافحة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وحلفائها، من خلال تنشيط الآليات القائمة لتعزيز علاقات التعاون والأمن العسكري. كما حث المؤتمرون الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مجال مكافحة الارهاب في الساحل والصحراء في سياق التعاون بين أوروبا وأفريقيا على وجه الخصوص من خلال تقديم الدعم لتنفيذ اتفاقات الشراكة الاقتصادية. وشدد المشاركون أيضا على ضرورة تعزيز التنمية الاقتصادية ومكافحة الإقصاء ، مع الأخذ بعين الاعتبار المطالب الاجتماعية والاقتصادية للسكان المحليين والتوزيع العادل للثروة، وترسيخ مبدأ الحكم الرشيد وتعزيز سيادة القانون. ونقلت مصادر إعلامية عن محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، قوله إن إفريقيا مهددة بالانتقال من قبضة الجريمة الاقتصادية والإرهابية إلى قبضة الإجرام السياسي، عبر تنظيمات انفصالية، تحظى بدعم وتمويل دول في المنطقة. و أكدت السفيرة سعاد شلبي، مديرة مركز التدريب على حفظ السلام وفض النزاعات في إفريقيا، ضرورة مواجهة الإرهاب في إفريقيا، انطلاقا من دراسة معمقة لمظاهره وأسبابه. وأشار بيتر دوكريم وزير الدفاع البلجيكي، على خطورة التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، وقال إن تهديدات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أصبحت معولمة، وتخضع للتطور وتحاول السيطرة على الوضع داخل إفريقيا، مشيرا إلى إن محاصرة هذه التنظيمات، وتطويق أنشطتها الإرهابية، يتطلب إقرار حكامة جيدة، ومؤسسات قوية في مجال العدالة والأمن بالبلدان الإفريقية. وألمح الوزير إلى الروابط القبلية، والمصالح الاقتصادية والعقائد، والمرجعيات الدينية المتطرفة، وطرق التهريب الجديدة من أميركا اللاتينية نحو أوروبا للمخدرات الصلبة، إضافة إلى التموين بالسلاح والإمدادات العسكرية للعناصر الانفصالية في المنطقة جدير بالذكر منع مراسل التجديد بمراكش من متابعة أشغال هذا المنتدى وبررت إدارة المؤتمر ذلك بأسباب تنظيمية صرفة، في الوقت الذي لقي الأمر استهجانا في الأوساط الإعلامية المحلية. وكان مراسل التجديد قد غطى اشغال الدورة الأولى السنة الماضية بدون أي مشاكل لكنه لاحظ تملص محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية من إعطاء أي تصريح للجريدة.