بعد اعتقال تعسفي لأكثر من 70 يوما، أفرجت جبهة ''البوليساريو'' عن مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الناشط الحقوقي الصحراوي المدافع عن مقترح الحكم الذاتي والمسؤول السابق في أجهزة أمن البوليساريو''، وعلمت ''التجديد'' من عائلته أن ''البوليساريو'' سلمته إلى مندوب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في موريتانيا. وأضاف الإسماعيلي الصالح الشقيق الأصغر لمصطفى في تصريح ل''التجديد'' أن العائلة تلقت الخبر قبل يومين وأرسلت مبعوثا إلى نواكشوط هو الشقيق الأكبر ولد الشيخ للتأكد من ذلك. وأعرب الإسماعيلي الصالح عن ارتياحه للإفراج عن شقيقه، مشيرا إلى أنه لم يعرف لحد الآن وضعيته الصحية، موضحا أن إطلاق سراح أخيه انتصار للديبلوماسية المغربية والجبهة الداخلية القوية والمجتمع المدني المغربي وخاصة لجنة الافراج عن ولد سيدي مولود والتي لعبت دورا كبيرا في التعريف بقضيته لدى المنظمات الدولية من أجل الضغط على الجزائر و''البوليساريو''. وأضاف أن اللجنة ستواصل عملها من أجل إطلاق باقي الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف والتواقين إلى العودة الى أرض الوطن، والمساهمة في تنمية المناطق الصحراوية تحت السيادة الوطنية المغربية. وأوضح أن أسس أطروحة ''البوليساريو'' بدأت تتهاوى الواحدة تلوى الأخرى، وأن تطور قضية ولد سلمى من شأنها أن تخدم قضية الوحدة الترابية. وقال عمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف إنه تم نقل مصطفى سلمة ولد سيدي مولود نحو نواكشوط، بتعاون مع السلطات الموريتانية، من أجل إجراء مقابلة سرية وجها لوجه مع ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بخصوص اختياره لبلد إقامته وذلك وفقا لقوانين ومساطر المفوضية. وأكد هلال في تصريح صحافي نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء بهذه المناسبة، عن تشكرات المملكة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمات أخرى دولية وكذا الدول التي ساهمت في الإفراج عن مصطفى سلمة ولد سيدي مولود لا يعفي الجزائر ، البلد الذي يوجد فوق ترابه السكان المحتجزون في مخيمات تندوف، من مسؤولياتها الدولية بخصوص قضية اعتقال هذا المناضل الحقوقي فوق ترابها وتسليمه ''للبوليساريو''، مذكرا في هذا الصدد بأن الجزائر تتحمل بشكل كلي مع ''البوليساريو'' المسؤولية عن سوء المعاملة والتعذيب الجسدي والنفسي في حق مصطفى سلمة طيلة مدة اعتقاله. وصرح هلال في هذا الصدد بأن المملكة المغربية تحيي على وجه الخصوص المفوضية السامية للاجئين التي لم ترضخ لاستفزازات الجزائر و''البوليساريو'' اللذين حاولا دون جدوى توظيف التدخل الإنساني للمفوضية لصالح مصطفى سلمة لغايات دعائية سياسية وتحريف الحقيقة على أرض الواقع. وأضاف أن الافراج عن مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، عقب رفض الجزائر إطلاق سراحه انطلاقا من تندوف، جرى وفقا لأحكام القانون الدولي فوق تراب دولة ذات سيادة، هي موريتانيا، حيث تم تسليمه إلى مندوب المفوضية. وذكر هلال بتعبئة مجموع القوى الحية بالمغرب علاوة على المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني من أجل الإفراج عن الناشط الحقوقي الذي اعتقل في 12 شتنبر الماضي بعد أن عبر علانية عن دعمه لمبادرة الحكم الذاتي. وبعد أن أكد أن المغرب سيحترم بشكل كلي اختيارات مصطفى سلمة التي سيعبر عنها للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بخصوص بلد إقامته، جدد عمر هلال دعوة المغرب من أجل ضمان تمتع مصطفى سلمة بكامل حقوقه المرتبطة أساسا بحرية التعبير والتنقل.