أحيا حزب الله ومئات الألوف من المواطنين مراسم اليوم العاشر من شهر محرم الحرام ذكرى استشهاد الإمام الحسين ، في مسيرات البيعة والولاء في مختلف المناطق اللبناني والتي كان أضخمها في الضاحية الجنوبية حيث امتدت الجموع الحاشدة من محلة الغبيري إلى ملعب الراية، وقد أقيمت صلاة الظهر والعصر بإمامة السيد حسن نصر الله تأسيا بآخر صلاة صلاّها أبا عبد الله الحسين عليه السلام، بعد أن ألقى كلمة بالجموع هذا نصّها : (...) من كلمات الإمام الحسين عليه السلام في هذا اليوم ما يحدد خيار كل مظلوم أبي للضيم رافض للذل على امتداد التاريخ ، المظلوم الذي يضعه ظالموه بين خيارين : بين الحرب وبين الذلة، بين أنّ يدوّنوا اسمه على لائحة الارهاب لينتظر مرحلته المقبلة عليه ، وبين الخضوع لارادتهم وإعلان الاذلال أمامهم ، الحسين يرسم الخيار الذي يجب أن يختاره الانسان الشريف الحر، عندما يعلمنا بالكلمات وبالدم وبالعرق وبالدموع وبالإشلاء المقطعة والدماء المسفوكة والأعراض المسبية والأطفال التي يعلو وجوهها اليتم والخيام المحروقة، ويقول لنا ليمتد صوته على مدى التاريخ : أن وإنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين الحرب علينا لقتلنا وسفك دمائنا وبين أن نكون أذلاء له، وهيهات منّا اللة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون (...). في هذا الزمن نستعيد الحسين وكل ما جرى في كربلاء كعنوان لكل مظلوم ومستضعف ومعذب ومضهطد ومقهور محتلة أرضه، منتهكة مقدساته وفي نفس الوقت هذا المظلوم يرفض الخضوع ووالذل والهيمنة ويقوم ويجاهد ويضحي بولده ونفسه وماله ويصدح بالحق عاليا في كل العالم. هذا العنوان له مصاديق كثيرة في هذا الزمن وأعرف أنّ هناك الكثير من المظلومين والمضهدين في هذا العالم، وقد تكون هناك ظلامات وعذابات في هذا البلد العربي أو ذاك أو هذا البلد الإسلامي أو ذاك، لكن يبقى الظلم الأكبر والتحدي الأخطر الذي يهدد كل شعوب عالمنا العربي والاسلامي وكرامة الجميع بلا استثناء وعزتهم وحريتهم وإرادتهم وسيادتهم، دين وقيم وحضارة الجميع بلا استثناء، وهو المشروع الصهيوني الذي يجب أن نتطلع إليه على أساس أنّه يمثل في منطقتنا المصداق الأعلى لكلك ظلم وطغيان وإرهاب وفساد وباطل. وعلى هذا الأساس يجب أن تكون الجبهة الأولى التي يحضر فيها المجاهدون ولامضحون والملبون نداء المظلومين هو في مواجهة هذا المشروع الذي بنى كطيانا له على أرض فلسطين وما يزال يحتل أجزاء عزيزة من أراضٍ عربية أخرى في لبنان وسوريا . هذا المشروع الصهيوني هو الذي يمثل اليوم في منطقتنا قمة الباطل والظلم والارهاب والفساد، وفي المقابل من يتصدى لهذا المشروع هم الذين يرفضون الذل والهوان والذين ينتمون إلى حقيقة وماهية وجوهر كربلاء وموقف الحسين فيها، إنّ كربلاء هي امتداد الرسالة والحسين هو حفيد الرسول ورسول الله محمد (ص) يقول " حسين منّي وأنا من حسين". إنّ كل إسلام يقف اليوم ليواجه هذا الطاغوت الصهيوني الرابض على أرضنا وعلى مقدساتنا هو يلتزم هذا الموقف ولذلك إنّنا نرى اليوم عنوان الحسين والتضحيات والدماء والشهادة والصبر والثبات والعزيمة والقوة ، وفي نفس الوقت المظلومية والغربية ف يشعب فلسطين وفي رجال ونساء وأطفال فلسطين ، وفي شهدائهم واستشهاديهم وشبّانها وشبّاتها الذين يتنافسون على الموت حبّا بلقاء الله ، الذين في اعماق قلبوهم يعيشون الشعور الذي يقول "إنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما" . في مثل هذه الأيام عندما مستحضر ذكرى نستحضرها في كل مواقعها ، موقع الباطل والظلم والطغيان وموقع القثورة والجهاد والشهادة الذي كان يمثله أبو عبد الله الحسين عليه السلام. لذلك قلنا أنّ عاشوراءنا هذه السنة يوم الحسين هو يوم فلسطين ويم لانتفاضة ويوم المقاومة في فلسطين ويوم الجهاد والشهادة والددماء الذكية، يوم الأمّهات الثابتات الراسخات في الإيمان الاتي يرسلن أولادهنّ إلى الشهادة حبّا لله ولقائه ودفاعا عن كرامة وعزة هذه الأمّة . إنّ العيون جميعها في هذه الأيام تتطلع إلى الحدث الهام الذي يمثّله انعقاد القمة العربية في لبنان، ويأتي انعقاد القمة في ظرف استثنائي في الزمان والمكان والمرحلة. الزمان هو محرم ، عاشوراء ذكرى الجهاد والفداء والصمود والتضحية. والمكان هو لبنان المنتصر والمجلبب بالعز، لبنان الذي فرض على الصهاينة أن يندحروا عن أرضه أذلاّء بلا قيد وبلا تنازلات وأثمان وبلا توسل بأحد ، لبنان المعطر بدماء عشرات الآلف من الشهداء. في يوم الحسين ويوم فلسطين يجب أن أعيد توضيح شبهة ، عندما يتحدث حزب الله عن 1300 شهيد هم من مقاتلي المقاومة الإسلامية. أمّا شهداء الصمود والتضحية ورفض الخضوع للشروط الاسرائيلية في لبنان من حزب الله وغيره، من القوى السياسية والجيشين اللبناني والجيش السوري، من المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين في مخيّمات لبنان: عشرات الالاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى سقطوا خلال السنوات الماضية خلال سنوات الصمود والتحدي. لبنان الذي يحمل هذا عنوان الشهادة والدماء الزكية من عسكرييه ومفاوميه ومدنيه، ولبنان المنتصر بدموع الأمهات وجراح الجرحى ومعاناة الأسرى والمعتقلين وعائلاتهم. والمرحلة التي تشهد حدثين كبيرين قيام تاريخي أسطوري فلسطيني في داخل الأراضي المحتلة وانتفاضة فلسطينية عارمة تقاتل بالحجر والسكين والرصاص وأشلاء الاستشهاديين وتدخل العدو في مأزق تاريخي وجودي لم يشهد مثله منذ قيامه. والحدث الآخر تداعيات ما بعد الحادي عشر من أيلول والهجمة الامريكية الشرسة على الاسلام والمسلمين وحتّآ على المؤسسات والجميعات الاسلامية التي صوّتت لجورج بوش في الانتخابات الرئاسيّة بتهمة الارهاب . تأتي هذه القمة في هذين الحدثين الكبيرين، هل تكون القمة العربية بمستوى المرحلة، هل ستكون بمستوى تطلعات شعوب العالم العربي التي يحكمها الزعماء الذين سيجتمعون بعد أيام في بيروت، هذا سؤال مطروح على الامة كلها. عندما نعود بالذاكرة إلى القمم العربية الأولى كنا نسمع صوتا مرتفعا عاليا ونرى قرارات تتحدث عن المقاومة التحرير والوحدة ورفض الاعتراف بالصهاينة، كلنا يتذكر أللاءات المشهورة التي طالما تغنى بها العالم العربي، لكن مع مرور السنين كانت هذه القمم العربية تضعف لغتها وتصبح قراراتها هزلية، وكلما جاءت قمة نسفت بقية الأمل في القمة السابقة. ما تتطلع إليه اليوم شعوب العالم العربي ويسعى إليه بعض المخلصين لقضية الصراع مع العدو من حكامنا في العالم العربي يطمحون ويقولون أنّنا نسعى ونجهد حتى تخرج القمة العربية في بيروت بأقل الخسائر الممكنة وبمواقف أقل سوءا مما نتوقع. حتّى الذاهبين إلى القمة العربية يعرفون أنّ القرارات التي تنتظرها الأمّة في هذه القمة كسابقاتها من القمم في السنوات الأخيرة. لن نسمع في القمّة صوتا يقول إنّ فلسطين كل فلسطين هي حق الأمّة والعشب الفلسطيني من البحر إلى النهر دون أي تنازل عن حبة تراب. بعضنا يطمع أن تعطيه إسرائيل الأرض المحتلة عام 4 حزيران 67 مقابل أن يتنازل عن الحقوق ويعترف ويطبّع بها ويعيطها كل شيء، ماذا كان الرد الإسرائيل على مبادرات السلام العربية في الأسابيع الماضية؟ المزيد من المجازر والقتل وسفك الدماء وهدم المنازل في المدن والمخيمات الفلسطينية. شارون وجيش العدو الاسرائيلي يسفكون دماء الفلسطينيين بالحديد والنار فيرد عليهم العرب بمبادرات السلام، الاسرائيليون يعتقلون الآلف في فلسطين ويدمرون المحاصيل الزراعية ، يحاصرون الناس ويجوعونهم فيرد عليهم العرب بمزيد من التنازلات، بدل أنّ نحصن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من عام 48 الموجودين في الضفة والقطاع من اجتياح الصهاينة لها كان الحكام العرب مشغولين هل نبقي حقّ العودة أم نشطبه!. هل هكذا يكون الرد على الهجمة الإسرائيلية الشرسة، ألم نتعلم بعد بعد هذه العقود من الزمن من الصراع مع العدو الاسرائيلي أنّه عندما يقتلنا ويعتدي علينا ويهاجمنا ونقابله بمبادرات السلام أي أنّنا نقول له : أحسنت أمعن في قتلنا واسفك المزيد من الدماء ودمر المزيد من البيوت فليس لك عند العرب حديد ولا نار بل ينتظرك المزيد التنازلات والخضوع والتخلي عن الحقوق. أليس هذا هو الواقع القائم الآن في هذه المرحلة؟. نحن ندعو القمة العربية أن تتقي الله في هذه الأيام، وإن لم يكونوا من أهل الإيمان بالآخرة أو ممن نسوا الآخرة فنقول لهم كلمة الحسين : إن لم تكونوا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم، أين الشهامة العربية والشرف والاحساس الفطري للإنسان بالعزة والحرية، هل هذا المستوى من التعاطي مع الصراع ومع انتفاضة الشعب الفلسطيني يتناسب وكوننا عربا ندعي الشهامة والبطولة والرجولية والشجاعة؟. ندعو القمة العربية أن يكون صوتها عاليا وأن تكون الكلمة الأولى في بيانها إعلان عربي صريح بدعم الانتفاضة والمقاومة في فلسطين ودعم المقاومة في لبنان، وأي بيان يغيب عنه دعم الانتفاضة والمقاومة هو بيان خطّ بحبر أمريكي كتبته أصابع عربية ليس أكثر. ندعوهم إلى أن يعلنوا للعالم أنّ المقاومة حق وأن يرفضوا أمام العالم وأمام أمريكا وصف المقاومة بالارهاب، هؤلاء الاستشهاديون في فلسطين الذين يفجرون شبابهم لتحيا ولتعتز هذه الأمّة وتستعيد كرامتها ووجودها من العار والمعيب والكارثة الاخلاقية أنّ نقبل أو أن نسلم بوصفهم إرهابيين. ندعو القمة العربية إلى دعم جدي وحقيقي للإنتفاضة بالمال وبالسلاح، الفلسطينيون لا يريدون قوات عربية كما حصل عام 1948، والدول العربية قادرة وتملك من المال والخبرة والقوة ما يمكّنها من إيصال السلاح إلى الفلسطينيين، كيف تقدم أمريكا سنويا طائرات جديدة ودبابات جديدة وأسلحة جديدة تحت عين وسمع العالم العربي ولا يتحرك هذا العالم العربي ليقدم للفلسطينيين أبسط السلاح الذي يمكنهم من الدفاع فيه عن أنفسهم؟ الفلسطينيون لا يطلبون منكم طائراتكم ودباباتكم، لكن أعطوهم من السلاح شبيه ما كانت تملكه المقاومة في لبنان ، يثبت الفلسيطينيون يوما بعد يوم أنّهم الأقدر والأقوى على صنع انتصار أسرع مما تتوقعونه أنتم. الدول العربية التي تشاهد الفلسطينيين يذبحون ويقتلون والفلسطينيون لا يطالبون الدول العربية بأن تقاتل عنهم هم يقاتلون عنها ولكنهم معنيون أن يقدموا السلاح، الشريف هو من يقدم السلاح في هذا الزمن للفلسطينيين وليس الارهابي، المدان هو الذي يستطيع أن يقدم لهم السلاح ولا يفعل لأنّه يكون بذلك شريكا في دمائهم التي لو ملكوا السلاح لحفظوا جزءا منها(...). نداؤنا الى القمة العربية أن لا يسمحوا أو بالحد الأدنى أن لا يساهموا في إسكات صوت الانتفاضة وأن لا يساهموا في التآمر عليها، الأمريكيون يبذلون جهودا كبيرة ويمارسون ضغوطا هائلة من أجل وقفها، وذلك ليس من أجل عيون الفلسطينيين أو لأنّ الرئيس الأمريكي ارتعشت فرائصه لمناظر الدماء المسفوكة في جباليا ومخيم طولكرم ، أبدا . وإنّما المطلوب أمريكيا وقف الانتفاضة لهدفين أساسيّين : حتى يتسنّى لأمريكا أن تبدأ مرحلتها الثانية في ما تسميه الحرب على الارهاب وبالتالي الاعتداء على العراق وضربه. أيّها العرب لا تسمحوا بذلك ولا تقولوا في وسائل الاعلام شيئا وفي جلساتكم الخاصّة مع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني شيئا آخر، لقد فضح نائب الرئيس الأمريكي الكثير من الحكام عندما وقف في واشنطن ليقول إنّ حكام العرب ايضا يعبّرون عن قلقهم مما يقوم عليه وضع العراق، لا يكفي ان نقف لنقول نحن نرفض المرحلة الأولى أو الثانية من الحملة على الارهاب، أيّها الحكام العرب لا تسمحوا لأمريكا أن تستفرد بأي دولة من دولكم لأنّها ستفعل بالبقية ذلك أيضا ، لا ينخدعنّ أحد أنّه صديق أو حليف لأمريكا، ستثقل أمريكا ظهوركم بمزيد من الشروط والمطالب وسواء اتجاه شعوبكم أو اتجاه إسرائيل وستبقي كل حكوماتكم في قلق من أجل أن تفرض عليكم المزيد من التنازلات. وثانيا لانقاذ الكيان الصهيوني وليست المسألة إنقاذ رئيس الوزراء الحالي فهذا تفصيل، الكيان الصهيوني في المنطقة هو جزء من استراتيجية أمريكا فيها ، وما يواجه الكيان الغاصب مأزق تاريخي استراتيجي وجودي وضعته أمامه هذه الانتفاضة المجاهدة والبطلة. الاستشهاديون العظام الذين يقتحمون ويتجاوزن كل الخطوط والإجراءات الأمنية والحصار المطبق على المناطق الفلسطينية. هذا الكيان اليوم في مأزق ، الهجرة إليه ومنه في مأزق واستثماراته وسياحته واقتصاده ونموه في مأزق، إرسال الرساميل إلى الخارج ، الأمن ، الاستقرار والطمأنينة، هذا الكيان أعندته وأسسه كلها تهتز ويهزها هذا الشباب الفلسطيني البطل. إن كنتم أن تدعموا هذه الانتفاضة وتخافون أن تقفوا إلى جانبها بالحد الأدنى لا تساهموا في اسكاتها وحصارها قفوا على الحياد. من جملة الأمور التي يجب أن تؤكد عليها القمة بوضوح حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ، البعض يختبيء خلف القرار 194 ويقول الفلسطينيون اللاجئون في المخيمات وفي الشتات هم بين خياري العودة والتعويض، وأنا أقول لكم أيها الفلسطينيون في المخيمات وفي الشتات وفي الضفة والقطاع، ستواجهون سخاء ماليا عربيا لم تواجهوا مثيلا له منذ خمسين سنة، وسيكون المال العربي في خدمة فكرة التعويض وخيار التعويض لأنّ العودة تهدد وجود الكيان الصهيوني ، ولأنّ هناك فيتو أمريكي على العودة ورفض إسرائيلي للعودة فيجب أن نعمل جميعا من أجل إرضاء أمريكيا وإسرائيل إذا فلنذهب إلى البديل وهو التعويض . سيدفع العرب من خزائنهم أموالا طائلة أكثر بكثير مما يمكن أن يقدموه للإنتفاضة لتنتصر من أجل إنهاء حق العودة، لكن أقول لهم هل يبيع الشعب الفلسطيني وطنه وأرضه، موضوع التعويض ليس مسألة منزل أو قطعة أرض أبيعها أو أنّ لي الحق في العودة واستغنيت عنه ، كلا المسألة هنا هي بيع وطن ونحن نرى اليوم الرد الفلسطيني على هذه المساومة الذليلة الضعيفة وهي أنّ العشب الذي يقدم ويبذل دمه ويقدم أولاده وأحباءه ليستعيد أرضه لن يبيعها بالمال. اللاجئون في مخيمات الضفة والقطاع قاتلوا حتّى الاستبسال في الوقت الذي كانوا يسمعون فيه عن التعويض ، والفلسطينيون في لبنان وبقية الشتات لديهم استعداد كبير للتضحية والشهادة للعودة إلى أرضهم وديارهم وأوطانهم ولا يجوز لأحد أن يخزّل هؤلاء أو يدفعهم إلى اليأس أو يغريهم بالتعويض. (...) في هذا اليوم نحن في حزب الله نقف هنا لنؤكد ونقول إنّ الحق لا يصبح باطلا بمضي الزمان، وإنّ الباطل لا يصبح حقا بمضي الزمان ولذلك : أولا إنّ إسرائيل هي باطل محض وهي كيان غاصب طاريء محتل إرهابي سرطاني ليس له أي شرعية أو قانونية على الاطلاق ولن تكون. ثانيا لا يملك أي زعيم عربي أو مسلم ولا أية قمة عربية أو إسلامية ولا أي جهة أو فئة أو مجموعة أو مرجعية ، لا يملك أحد حق التخلي عن حبة رمل واحدة من أرض فلسطين ولا يملك أحد حق التخلي حتّى عن حرف واحد من اسم فلسطين. ثالثا إنّ الاعتراف بإسرائيل في إطار أي تسوية أو مبادرة سلام عربية لا يعني للأمّة شيئا و، وستعتبر الأمّة هذا الاعتراف وصمة عار في تاريخها وجبينها، تنتظر الفرصة للتخلص والتطهر من خبثه رابعا إنّ أية دعوة إلى التطبيع لا تلزم إلاّ أصحابها ولا تعني لشعوب أمتنا شيئا وسترفض شعوبنا كل شكل من أشكال التطبيع مع هذا العدو الغاصب كما فعل شعب مصر الأبي وكما فعل شعب الأردن المرابط وكما فعل شعب فلسطين بالرغم من الظروف القاسية . أيها الحكام إن كنتم لا تستطيعون المواجهة فلا أقل من الصمود ، لا تورّثوا أمّتكم والأجيال الآتية هزيمة تاريخية ، اتركوا لهم صمودا وحقا عسى أن يتمكنوا بالصمود أن يصنعوا للحق نصرا. هناك ملف آخر الحكام العرب والقمة العربية مسؤولين عنه هو ملف المعتقلين والأسرى في السجون الاسرائيلية وغير السجون الاسرائيلية ، أسرى الجهاد والمقاومة والانتفاضة والتضحية والفداء . إسرائيل أقامت الدنيا ولم تقعدها من أجل ثلاثة جنود غزاة أسروا في مزارع شبعا ، ماذا سيفعل حكامنا في القمة العربية إزاء الآلف من المعتقلين الفلسطينيين واللبنانيين والعرب في السجون الاسرائيلية وفي مقدمتهم الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني والكثير من خيرة رجال ونساء هذه الأمّة. في هذا الملف أيضا يجب أن نستحضر على أبواب القمة وفي يوم العاشر من محرم يوم المظلوم والغريب والمضطهد قضية إمام كبير وقائد عظيم ومؤسس لنهج مقاوم هو الإمام السيد موسى الصدر الذي كان يقول إنّي أحمي المقاومة الفلسطينية بعمامتي ومحرابي ومنبري . الإمام موسى الصدر الذي كانت دائما عيناه مشدودتين إلى القدس والذي حمل القضية الفلسطينية إلى كل مسجد وكنيسة ومحفل ومنبر في الوطن وفي المهجر، الذي له على اللبنانيين وعلى العرب وعلى المسلمين الكثير الكثير من الحق في هذا التاريخ وهذه المرحلة. هذا الإمام المظلوم دعي إلى ضيافة بلد عربي هو ليبيا سنة 1978 ولم يعد له أثر. أيها القادة العرب عندما تأتون إلى لبنان لا يمكن أن تتنسموا رائحة الحرية فيه دون أن تشموا فيه طيب وعطر موسى الصدر ، لا يمكن أن تتحسوا العزة في لبنان المنتصر دون أن تجدوا فيه شموخ موسى الصدر. هذه القمة المنعقدة في بيروت مطالبة أن تكشف بشكل حاسم مصير هذا الإمام ورفيقيه وأن تعمل بقوة من أجل إعادة إلى أهلهم وديارهم ومقاومتهم . ونحن في حزب الله في هذا اليوم نجدد بيعتنا لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ومواقفه وكلماته ودمائه التي تجري في عروقنا وسوف تبقى تجري في عروقنا ما بقي فيها دم. نجدد البيعة لحفيده المهدي المنتظر الذي سيملئ الأرض قسطا وعدلا في يوم آتٍ لا ريب فيه. نجد التزامنا بنهج المقاومة والجهاد والصمود الذي رسّخه فينا وعمّقه في أنفسنا إيمانا وفكرا وعملا في هذا الزمن حفيد للحسين من كبار الفقهاء والثائرين أعني الإمام روح الله الموسوي الخميني الذي علمّنا كيف ينتصر الدم على السيف ، هذا النهج الذي يتمسك به حفيد آخر للحسين وإمام آخر من قادة الثبات والصمود هو الإمام السيد الخامنئي الذي لا ترهبه كل تهديدات أمريكا وأساطيلها. نجدد التزامنا بالوحدة الوطنية في لبنان لأنّها من عناصر قوة هذا الوطن ، نجند التزامنا بوحدة المصير مع الشقيقة سوريا التي كانت معنا ووقفت دائما إلى جانب شعبنا في حقه ومقاومته وفي صموده وفي انتصاره، نجدد التزامنا بوحدة الدم والمصير مع الشقيقة سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد.نجدد التزامنا مع شعبنا في فلسطين ووقوفنا إلى جانبه مهما كانت الأثمان والتضحيات والتهديدات التي تلحق بنا. هذه بيعتنا نجددها في عاشوراء هذا العام وكما في كل عام نلبي نداء الحسين ، لكن في هذه السنة وبعد أن ذقنا حلاوة دعم انتصار الدم على السيف، نقف جميعا لنلبي نداء الحسين لكن في مضمون تلبيتنا للنداء أنّنا سنبقى ثابتين في خط المقاومة وأننا سنبقى صامدين في وجه هذا الكيان المعتدي والآثم والارهابي، وأنّنا لن نخاف ولن تتغير ألواننا بل ستشرق ألواننا ووجوهنا عندما نقدم على ساحة الوغى وعندما نرى الأساطيل تحتشد من حولنا ، سنكون أعمق إيماننا بالله وأشد توكلا عليه وأكثر إيمانا بأنفسنا ومجاهدينا ورجالنا ونسائنا وأطفالنا . في هذه السنة نجدد تلبية نداء الحسين أنّنا سنكون مع المظلومين في فلسطين الذين يمثلون اليوم قيم الحسين في كربلاء ، قيم الجهاد والشهادة ورفض الذل والاستعداد للتضحية والتطلع إلى الآخرة والعمل لرضى الله ، ولذلك بالأضوات العالية والقبضات المرتفعة نودع كما كل عام صرختنا للعام الآتي ، نتطلع إلى الحسين الوحيد بعد أن قضى أصحابه وأهل بيته وهو يقف ويعلم أنّ الشهداء قد مضوا وأنّ الذين يحاصرونه قد ضرب الله على قلوبهم، إذا من كان ينادي بخطابه ؟ كان يخاطب كل الأجيال على امتداد التاريخ وكانت صرخته : هل من ناصر ينصرني ، هل من معين يعينني ، هل من ذاب يذبّ عن حرم رسول الله (ص)، عن أعراض ومقدسات المسلمين في فلسطين، ويأتيه النداء من دماء شهدائنا ، من قيود أسرانا ، من آلام جرحانا ، من دموع أمّهات وزوجات وأيتام الشهداء ، من صبر عوائل أسرانا ، من عروق مجاهدينا ، من حناجرنا وحناجركم ، لبيك يا حسين . ولنؤكد من موقع لبيك يا حسين تبقى شعاراتنا حيّة ، فنحن نحن قبل 11 ايلول وبعد 11 أيلول ، قبل أن تفتح الأبواب أو بعد أن توصد الأبواب ، قبل أن نوضع على لائحة الارهاب أو بعد أن وضعنا على لائحة الارهاب ، لا نقبل الخضوع لهذا الشيطان الأكبر المستكبر المستبد الذي يريد فرض هيمنته على العالم ، وسيبقى الشعار الذي علّمنا إيّاه في هذا العصر إمامنا الخميني عاليا قويا مرتفعا : الموت لأمريكا. أمّا هذا الكيان الإسرائيلي ، هذا الباطل المحض، هذا الفساد المحض، هذا الظلم المحض، هذا الارهاب وهذا السرطان ، سوف يبقى كيانا مرفوضا ولو صالح من صالح واعترف من اعترف واستسلم من استسلم ، هذه العقيدة والايمان سيرثه أولادنا وأحفادنا وإن كنت أعتقد أنّنا سنكون إنشاء الله جيل النصر في فلسطين والجيل الذي يصلي في بيت المقدس ، ولكن هذا إيمان لا ريب فيه والتزام لا تردد فيه والتزامنا في المقاومة في بندقيّتها ورصاصها ودماء مجاهديها : الموت لاسرائيل.