قال عبد الله بوصوف، أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج، إن الدول المصدرة للهجرة ودول الاستقبال لم تفكر في بداية هجرة المغاربة نحو الخارج في مواكبة المهاجرين ثقافيا ودينيا وهوياتيا، ففي الوقت الذي كانت الدول الأصل تنظر إليهم كمصدر للثروة وللتحويلات المالية، كانت دول الاستقبال تعتبرهم فقط قوة عاملة تساهم في التنمية، مشيرا في ندوة دولية بالرباط صباح أمس الخميس حول موضوع ''الدين والهجرة'' ينظمها معهد الدراسات الإفريقية، إلى أن مواكبة هؤلاء المهاجرين في ممارساتهم الدينية لم تكن أولوية بالنسبة للسياسة العمومية. وأضاف بوصوف أنه بفضل تقدم النقاش حاليا حول الهجرة على المستوى المحلي والدولي أصبح الجميع يهتم بالموضوع. وأكد بوصوف على أنه رغم أن قدرة الإسلام الكبيرة على التكيف في المجتمعات التي يعيش فيها، ورغم أنه تحول من إسلام ''مهاجر'' إلى إسلام ''مواطن'' في أوربا، إلا أنه ما زال يعيش في إطار مهمش، موضحا أن هذا الوضع ليس اختيارا ولكنه واقع لا يمكن الهروب منه، داعيا الدول الأوربية إلى التفكير مليا في التحول الذي عرفه وضع الإسلام في أوربا وأن تنظر إليه باعتباره جزءا من المجال الديني الغربي. واستعرض بوصوف القوانين التي استهدفت الاسلام والمسلمين في عدد من الدول الاوربية مثل قانون منع النقاب في فرنسا وقانون منع بناء المآذن في سويسرا وغيرها، ليخلص إلى أن هذه الإجراءات والقوانين جعل أصحاب نظرية صدام الحضارات يحققون انتصارات ميدانية شيئا فشيئا، في حين - يقول بوصوف- ''لا ينبغي أن ينظر الغربيون إلى المسلمين على أنهم جاءوا لأسلمة أوربا كما أن المسلمن لا ينبغي أن ينظروا إلى الغربيين باعتبارهم يشكلون تهديدا للإسلام''. هذا وشدد بوصوف عى أن الإسلام في أوربا يحتاج اليوم لأن يمارس في إطار من الكرامة والمواطنة، وذلك لن يتحقق إلا بتحقيق معرفة متبادلة بين الغرب والإسلام وبذل أقصى ما يمكن من أجل خلق فضاء للعيش المشترك إلى جانب تقوية قيم التعددية والتسامح. من جهته قال الدكتور نور الدين فكري بن براهيم نائب رئيس جامعة محمد الخامس، إن تنامي الإسلاموفوبيا في المجتمعات الأوربية يفرض على الباحثين الأكاديميين والفاعلين إلى تحمل المسؤولية في فضاء النقاش العمومي، داعيا إلى إغناء النقاش حول موضوع ''الدين والهجرة'' خاصة وأن المهاجرين عندما يغادرون بلدانهم الأصلية يحملون معهم ثقافتهم وهويتهم إلى بلدان الإقامة.