قال عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن مواقف الراحل كانت ''معقولة'' وقريبة من منطق الحق والوطنية والمباديء لذلك يضيف بنكيران في تصريح ل''التجديد''، كان حزبه يحمل له تقديرا خاصا، مؤكدا أن الانسان المحترم يبقى كذلك كيفما كان دينه سواء كان مسلما أو يهوديا أو نصرانيا. وكانت المقبرة اليهودية بالرباط قد شهدت يوم الثلاثاء حفل تأبين للراحل حضره عدد من السياسيين والمفكرين وكبار الشخصيات من الطائفة اليهودية، وتليت فيه برقية تعزية، أعرب فيها الملك محمد السادس ''لكافة أفراد عائلة الفقيد وذويه وأصدقائه ومحبيه، ولأسرته الكبيرة، من مثقفين ومفكرين وأدباء، التي فقدت برحيله أحد أعلامها، عن تعازينا الحارة ومواساتنا الصادقة في هذا المصاب الأليم''. هذا وحضر الحفل كل من محمد العربي المساري وادريس الخروز وسيرجيو بيرديغو وحسن نجمي وخالد السفياني وسيون أسيدون وخديجة الرياضي وأندري ازولاي وعبد الاله بنكيران وعبد الله باها ومصطفى الخلفي وعبد العالي حامي الدين ورضا بنخلدون وعبد الاله المنصوري وعبد الحميد أديب. من جهته، قال المحامي خالد السفياني إن إدمون عمران المالح كان أكبر من أن يكون معتنقا لديانة فقط، فهو لم يكن يهوديا مغربيا بل كان دائما يصر على أنه مغربي يهودي الديانة وكان يصر على أنه مناصر للقضية الفلسطينية وكان لا يترك مناسبة تمر دون أن يدين الكيان الصهيوني عن جرائمه وعنصريته.واوضح السفياني أن هذا الكلام وجهه خلال حفل تأبين الراحل إدمون عمران المالح بالمقبرة اليهودية بالرباط عندما طلب منه أحد الأشخاص أن ينزع الكوفية الفلسطينية التي كان يضعها في وداع الراحل، لان التأبين يتعلق بيهودي مغربي.وأشار السفياني في تصريح ل ''التجديد'' إلى أن إدمون عمران المالح كان مغربيا ووطنيا قحا ومناضلا كبيرا قبل أن يكون مفكرا كبيرا، وكان فعلا مناضلا فلسطينيا بامتياز ويكفي أنه رفض ترجمة كتبه إلى العبرية إذ كان يقول بأن العبرية تستعمل في الحرب العنصرية ضد الفلسطينيين وتستعمل في حرب الإبادة من طرف كيان عنصري لذلك أرفض أن تترجم كتبي إلى العبرية.وأكد السفياني أن المالح لم يكن معاديا للسامية وكان كتلة من القناعة والإيمان بحقوق الشعوب وحقوق الإنسان وكان يرفض الجرائم التي ترتكب ضد الإنسان من طرف أي كان ومن طرف الكيان الصهيوني على الخصوص، كما كان يرفض استعمال بعض المحطات التاريخية في ابتزاز الغرب وغيره من أجل الحصول على مكتسبات معنوية ومن أجل تبرير الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني الاعزل.وأضاف أنه ليس المغرب وحده اي فقد هذا الرجل بل فقدته أيضا فلسطين لأنه جسد ذلك التناغم الإنساني والروحي من أجل الحق والعدل ولم يحاول يوما أن يوظف ديانته من أجل تبرير الإجرام والإرهاب الصهيونيين.وتوفي الكاتب المغربي اليهودي، إدمون عمران المالح، الإثنين الماضي، بالمستشفى العسكري بالرباط، عن سن تناهز 39 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض، ووري الثرى يوم الثلاثاء بمسقط رأسه مدينة الصويرة، بناء على الوصية، التي تركها لمؤسسته، التي أنشأها منذ سنة 2006، واختار المكتبة الوطنية للمملكة المغربية مقرا لها، وذلك بعد تشييع جنازته بالمقبرة اليهودية بالرباط، ونقل جثمانه رفقة 100 من أصدقائه من الكتاب في طائرة خاصة.