- هناك من يعتبر انتخاب عبد الإله بنكيران أمينا عاما جديدا للعدالة والتنمية خطوة إلى الوراء في مسيرة الحزب. ما تعليقك على ذلك؟ < أنا أيضا واحد من الذين يعتبرون الأمر كذلك بحكم ماضي الرجل والشبهات التي أحيط بها وكذلك بحكم طبيعة العلاقة التي كانت تربطه بالراحل إدريس البصري، وربما هذا سيؤي بالحزب إلى التقارب أكثر مع منطق المخزن. أكثر من هذا، ربما في عهد بنكيران سيفقد الحزب موقعه كحزب ذي مبادئ ومعارض يمكن الاعتماد عليه سواء في المعارضة أو الحكومة. - لكن هناك وثيقة سياسية صادق عليها المؤتمر الأخير للحزب سيكون بنكيران ملزما باحترام مضامينها الداعية إلى أولوية ترسيم النضال الديمقراطي... < نعم، هذا صحيح، فانتخاب بنكيران على رأس مؤسسة الحزب لا يعني أنه سيكون طليق اليدين لفعل ما شاء، لأن هناك تيارات داخل الحزب ستضغط عليه في اتجاه احترام مضامين الوثيقة التي صادق عليها المؤتمر الأخير. لكن لا ينبغي أن ننسى أن الأمن العام للحزب ستكون له هوامش للمناورة والتحرك على أكثر من مستوى، وبالتأكيد سيطبع الحزب بطابع شخصيته. وقد يؤدي بنكيران بالحزب إلى التقليل من حظوظ الفوز في الانتخابات الجماعية المقبلة. - هناك من يقول إن انتخاب بنكيران أمينا عاما سيقوي من احتمال مشاركة الحزب في الحكومة القادمة. هل تشاطر هذا الرأي؟ < نعم، هذا وارد جدا، بل هناك احتمال لأن يشارك الحزب مع بنكيران في أي تعديل للحكومة الحالية. وهنا أتذكر أن بنكيران قال في تصريح منسوب إليه في وقت سابق إن حزبه أخطأ عندما لم يشارك في حكومة عبد الرحمان اليوسفي. وعموما، فمشاركة العدالة والتنمية في الحكومة من شأنها أن تساهم في توضيح الخريطة السياسية أكثر، بحيث قد نجد أنفسنا أمام حكومة تعارضها أحزاب يسارية بدون الاتحاد الاشتراكي. وهذا ربما سيسمح بتقوية هذه الأحزاب اليسارية التي تعرضت للتهميش من طرف النظام ومن طرف وسائل الإعلام العمومية. ومع ذلك، فلا ينبغي أن ننسى أن بنكيران وسعد الدين العثماني، الأمين العام السابق للحزب، هما ينتميان معا إلى مدرسة سياسية واحدة مع فارق هو أن العثماني كان يتسم ببعض الحذر عندما كان على رأس الحزب، وكان يتريث في اتخاذ القرارات التي قد تزعج التيار الراديكالي داخل الحزب. * أستاذ في العلوم السياسية