قالت وزيرة الخارجية الإسبانية، ''ترينيداد خمينيث''، صباح الإثنين 15 نونبر 2010 أن بلادها تفضل الإبقاء على قنوات الاتصال الدبلوماسية مفتوحة مع المغرب بشأن الوضع في الصحراء، مشيرة في حوار مع إذاعة ''كدينا سير'' إلى أنه ''لا يمكن للإعلام أن يطلب من الحكومة الإسبانية ما لا يطلبه من البوليساريو'' الذي جلس للتفاوض مع المغرب ساعات بعد تفكيك مخيم العيون من قبل قوات الأمن المغربية. وقالت ''خيمينيث''، التي يطالبها الإعلام الإسباني بالضغط على المغرب في موضوع الصحراء، إن نزاع الصحراء ''ليس مشكلا ثنائيا بين المغرب وإسبانيا''. مشيرة إلى أهمية ''المصالح الإستراتيجية'' التي تجمع المغرب وإسبانيا من جهة والمغرب والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى. من جهته قال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إنه من حق المملكة أن تسائل الضمير الأخلاقي للمؤسسات الإعلامية الدولية التي تتناول مستجدات الشأن المغربي. وأوضح الناصري، في تصريح لوسائل إعلام وطنية وأجنبية، أن ''المغرب لم ينتظر ولا ينتظر من هذه المؤسسات الإعلامية مساندة عمياء ولا دعما مشروطا''، وأضاف أن المغرب ينتظر من شركائه أن يقاسموها نفس الإحترام لعلاقات الجوار. وأشار وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الى أن التصريح الحكومي الذي أدلى به من قبل أمام الصحافة الاسبانية والمغربية، جرى التعامل معه من لدن عدد من وسائل الإعلام الاسبانية، بطريقة غير مهنية، وبأسلوب مرفوض ومدان من الناحية الأخلاقية. هذا وقررت أسرة مغربية رفع دعوى أمام القضاء الإسباني ضد قناة (أنتينا 3)، التي بثت صورة جريمة قتل تعرض لها مؤخرا بعض أفرادها بالدار البيضاء، على شاشتها كجرائم زعمت أنها وقعت خلال أحداث الشغب بالعيون. كما ستوجه الأسرة القاطنة بحي سيدي مومن بالدار البيضاء، رسائل إلى كل من العاهل الإسباني ورئيس الحكومة ووزير العدل الإسبانيين كمرحلة أولى. من جهته عبر مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل في بلاغ توصلت ''التجديد'' بنسخة منه، عن استيائه البالغ إزاء الممارسات اللا أخلاقية التي قال إنها ''تسيء إلى الجسم الصحفي في العالم برمته، وتحوله إلى آلة طيعة في يد من لا يعرف ممارسة السياسية إلا بشكلها الدنيء'' بحسب تعبير البيان، وأكد المركز أن توظيف وكالة الأنباء الإسبانية والبايس وإلموندو ومنابر أخرى، لصور المجزرة الصهيونية في حق أطفال غزة، على أساس أنهم أطفال وجرحى ومباني في العيون، ليس خطأ مهنيا، بل هو حلقة من حلقات الإساءة المتعمدة من لدن عدد من المنابر الإسبانية والمذكورين أعلاه تجاه قضايا المغرب. إلى ذلك انتقد الأمين العام لحزب الاستقلال، الوزير الأول عباس الفاسي، بشدة، التصريحات التي أدلى بها رئيس الحزب الشعبي الإسباني ماريانو راخوي، واصفا إياها بأنها ''مثيرة للاستغراب، ومناوئة لوحدتنا الترابية وطبعها الافتراء''. وكان زعيم الحزب الشعبي قد اتهم رئيس الوزراء الاسباني ''خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو'' ''بالتخلي عن مسؤولياته'' في أزمة الصحراء. وكان مئات المغاربة نددوا أول أمس الأحد أمام سفارة إسبانيا بباريس ب''التحيز السافر'' لوسائل الاعلام الاسبانية، حول وجهة نظر الانفصاليين في تغطيتها المتحيزة لأحداث الشغب التي شهدتها العيون بعد تفكيك مخيم كديم إيزيك.