أدانت المحكمة الابتدائية أخيرا بمراكش مواطنا مصريا بشهرين حبسا نافذا وغرامة ألف درهم، وتعويضا مدنيا قيمته 30 ألف أورو لصالح إدارة الجمارك، وعشرة آلاف درهم لصالح وزارة الشبيبة والرياضة التي نصبت نفسها طرفا مدنيا في هذه القضية بتهمة حيازة وترويج ''مواد محظورة''، وعلمت ''التجديد'' أن هذه الوزارة استأنفت الحكم لاقتناعها بعدم ملاءمته للجرم المقترف. واعتقل المواطن المصري بمطار مراكش المنارة قادما من إسبانيا وبحوزته 3000 حقنة من المنشطات الرياضية الممنوعة. ورفض المتهم الاعتراف بمصدر المنشطات وبمآلها في المغرب، مكتفيا بالقول إنها كانت موجهة إلى السوق المصرية. من جهة ثانية، نظم فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمراكش أول أمس السبت 13 نونبر، وبتنسيق مع جمعية التحدي المراكشي للشؤون الإنسانية والرياضية والاجتماعية، ورشة تحسيسية حول مخاطر استعمال المنشطات الرياضية، حضرها عدد من الخبراء والمهتمين والصحفيين. وكشفت الورشة عن حقائق صادمة حول تنامي استعمال المنشطات داخل النوادي الرياضية بالمدينة الحمراء، واعتبار المدربين المسؤولين عن انتشارها داخل الأندية الرياضية، مما جعل المشاركين يرفعون توصيات تقول بضرورة تفعيل لجان المراقبة والضرب على أيدي المخالفين. وقالت الدكتورة سهام جبران رئيسة المنسقية الجهوية للجنة الوطنية لمكافحة المنشطات بوزارة الشبيبة والرياضة، إن المغرب يسعى إلى امتلاك مختبر قادر على تحاليل عينات حول تعاطي المنشطات، مشيرة أن العينات ترسل حاليا الى تونس، وأوضحت أن الورشة ما هي إلا بداية يرجى أن تعمم في باقي المدن سيما أن عددا من المدربين لا يعون خطورة الأمر. وأشار عادل رجا رئيس جمعية التحدي المراكشي أن الدراسة التي أنجزت في الموضوع، أظهرت نتائج صادمة، وحجج بعض المدربين بكون عدم توجيه اللاعبين إلى تعاطي المنشطات يفقدهم موارد مالية، كما يطيح بصورتهم المثالية لدى الممارسين، وأن لجوءهم إلى ذلك راجع إلى عدم قدرة الشباب على التدرب بكثافة. والمثير في الدراسة جهل بعض هؤلاء المدربين خطورة المنشطات لأنهم يعتقدون أن المضر هو تناولها بكيفية عشوائية ومن مصدر مجهول وليس تعاطيها بشكل عام. وأضاف رجا أن من بين اسباب تعاطي المنشطات حسب الدراسة التي انجزت بجهة مراكش وهمت 1000 من الممارسين، هو السعي إلى تغيير صورة الجسم، وتقوية القدرات الرياضية، والقوة، مشيرا أن النسبة وصلت إلى 80 في المائة تحمل المدربين مسؤولية التعاطي. وأضاف أن أنواع المنشطات يحصل عليها بنسبة 44 في المائة داخل الأندية، و11 في المائة من الصيدليات، و38 في المائة من السوق السوداء، والباقي من مصادر متنوعة، وأضاف أن من بين الآثار المباشرة التي لوحظت على المستعملين سقوط الشعر، وظهور أمراض الكلي، وظهور الثدي عند الرجال، وتغير الصوت، والعياء العام، وفقدان القوة ونقصان النظر، وآلام المفاصل وضعف المناعة واضطرابات في وظائف الكبد. وأوضح أن أنواع المنشطات كثيرة منها ''الإضافات البروتينية''، والسترويدات البنائية، والمعجون، والكالا، والسيجارة التي بدأ الرياضيون يستعملونها مع تنظيم البطولة العربية لبناء الجسم، وأخلاط عشبية، والشيشا، والكافيين.