عرفت جلسة مناقشة ميزانية وزارة الثقافة لسنة ,2011 نقاشا ساخنا وانتقادات كبيرة وجهت من طرف النواب البرلمانيين إلى وزير الثقافة بنسالم حميش، نتيجة لما اعتبروه ''غياب'' رؤية واضحة وإستراتيجية محكمة لعمل الوزارة. وفي مداخلة للنواب جميلة المصلي وسمية بنخلدون ونزهة الوافي عن فريق العدالة والتنمية، خلال انعقاد لجنة ''الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية'' بمجلس النواب، تساءلن فيها عن سبب اقتصار مشروع ميزانية وزارة الثقافة عن الأمور التقنية المحضة (التسيير والاستثمار)، وغياب العناوين الرئيسية التي ترسم توجه الوزارة (النهوض بالهوية الوطنية، دعم العمل الثقافي). واعتبرت المتدخلات، أن مشروع ميزانية وزارة الثقافة لسنة ,2011 لا يمكن وصفه إلا ب''إعلان النوايا''، لأنه اقتصر في حديثه عن ''التوجهات السياسية الكبرى'' للوزارة، على كلام عام لم تحدد معاييره وطرق تطبيقه. وعرف مشروع ميزانية وزارة الثقافة لسنة ,2011 تقليص الاعتمادات المالية لعدد من المشاريع الثقافية، من أبرزها برنامج ''دعم الكتاب والقراءة''، والذي تراجعت ميزانيته من 9 مليون و992 ألف درهم سنة 2010 إلى 9 مليون 343 ألف درهم لسنة .2011 وإجمالا، بلغت الميزانية العامة المخصصة لوزارة الثقافة سنة 2011 ما مجموعه 513 مليون و640 ألف درهم، موزعة بين ميزانية التسيير التي بلغت 324 مليون درهم (63%)، وميزانية الاستثمار البالغة 190 مليون درهم (37 %). وكشف الوزير عن تقديم ما مجموعه عن 413 مليون سنتيم ل84 جمعية، 32 منها بين الرباط والبيضاء، وقد سجلت المتدخلات استنكارهن، للطريقة التي يتم بها توزيع منح الوزارة على الجمعيات الوطنية المشتغلة في العمل الثقافي، حيث تم حذف جمعيات وإضافة أخرى، والزيادة في منحة البعض والتخفيض للأخرى، دون تحديد معايير شفافة وواضحة لهذه التغيرات. وبخصوص الأعمال الثقافية والمسرحية التي تمثل المغرب في الخارج، استغربت البرلمانيات من اختيار مسرحية ''كفر ناعوم'' المثيرة للجدل والتي عرفت مشهدا مخلا بالحياء من طرف الممثلة لطيفة أحرار، (استغربن) من مشاركتها باسم المغرب في منتدى ثقافي بعمان، في الوقت الذي ما زال فيه النقاش محتدما حول صورة المرأة المغربية وما تعرضت له مؤخرا من إساءة وتشويه. وكشف الوزير في معرض رده أن الوزارة لا تتحمل آي مسؤولية في هذه المشاركة والتي تمت بشكل مباشر بين الهيئة الأردنية والفرقة المسرحية، واصفا هذا العمل المسرحي بأنه غريب. كما تحدثت البرلمانيات، عن غياب التنسيق بين وزارة الثقافة وكل من وزارة التربية الوطنية ووزارة الاتصال.