كيف ترى تطور نسبة المشاركة النسوية في الوفود الطبية المغربية الإغاثية؟ الوفد الطبي المغربي الأخير الذي توجه إلى غزة يوم 21 شتنبر وعاد يوم 12 أكتوبر 2010 تميز بطول المدة إذ يعتبر الوفد الوحيد الذي استطاع المكوث لمدة ثلاثة أسابيع في الوقت الطي لا تجاووز الوفود الأخرى أسبوعا، واستطاع الوفد أن يساهم في الدبلوماسية بشكل مواز مع عمله الإغاثي الإنساني، وأصبح أعضاء الوفد يمثلون الشعب المغربي قاطبة، ولهذا كنا نحرص على الجودة في عملنا، وتبين من هذه التجربة أن المشاركة النسائية كانت لها بصمتها الخاصة، فبالنسبة للعدد تطور مقارنة مع الوفود الطبية السابقة إذ قارب 50 في المائة، إلا أن هذه النسبة تأتت دون قصد إذ أن الأمر اعتمدنا فيه على معايير الكفاءة والسلوك، ولأول مرة أعلن أن 80 في المائة من المجهودات التي بذلت لتجهيز الوفد الطبي منذ الإعداد على مستوى الوطن وصولا إلى أرض الميدان بقطاع غزة كانت من إنجاز النساء. وأذكر أنه خلال مشاركة الوفد المغربي في العراق سنة 2003 ذهبت معنا امرأة واحدة، في لبنان سنة 2006 ارتفعت نسبة مشاركة الطبيبات شيئا ما لتصل اليوم بفلسطين إلى نسبة 50 في المائة ، وهذا تحقق دون نميز بين العنصر النسوي والذكوري، وإنما المعايير التي حددناها أفرزت مشاركة للنساء بالقدر المذكور. ما هي الإضافة التي جسدتها مشاركة الطبيبات ضمن الوفد المغربي؟ المرأة المغربية المشاركة في الوفد أبرزت وجها مشرقا عكس الذي يسوق له الإعلام عن المرأة المغربية عموما، وإن ثلاثة أسابيع أمضتها النساء الطبيبات في خدمة الشعب الفلسطيني كانت كافية لتمثيل المرأة المغربية أحسن تمثيل، تميزت بكونها رمز الجدية والتضحية والصفاء والعروبة والقومية والأخوة الإسلامية إلى غيرها من المعاني السامية التي شرفت المغرب في الخارج. وكشهادة فإن مشاركة الطبيبات في الوفد المغربي الأخير كانت متميزة بكل المقاييس. والعنصر النسوي لعب دورا مهما داخل الوفد المغربي تمثل في السلوك والتواصل والحنان، والمشاركة النسوية تميز بكونه تأثيتا، إذ أقدم بالإضافة إلى العمل الإغاثي الإنساني على رفع معنويات الشعب الفلسطيني بغزة، ترك صدى طيبا لدى الفلسطينيين. وقد تميزت المشاركة النسوية للوفد الطبي بإضافة لمسات أنثوية من قبيل تقديم الحلويات والهدايا للأطفال وأطرن محاضرات لعموم الناس تركت صدى طيبا، بل وصل الأمر إلى حد إحداث برنامج نسائي مواز لبرنامج الوفد الطبي وهذا نعتز به لأنه أعطى نكهة خاصة للعمل الطبي الذي كان في السابق يتميز بالجفاف الرجولي، فبالنسبة لنا نحن الرجال كنا نقتصر على العمل الطبي في حين أن الطبيبات أضفن إليه الحنو وتقديم الهدايا التي تم جلبها من المغرب، وشخصيا لم أكن أنتظر ما وصل إليه الوفد من كسب قلوب الفلسطينيين. لقد كان دور الطبيبات دورا متميزا إلى درجة أن بعض الجهات أصبحت تستدعي الطبيبات بشكل خاص وهذا راجع للجدية والعزيمة التي تتمتع بها الطبيبات المرافقات للوفد. وأستطيع القول إن العنصر النسوي أضاف التأنيث والتأثيت، مما أعطى إخراجا جماليا لعمل الوفد الطبي المغربي. ولولا حضور الطبيبات ما كان يمكن الخروج بهذه النتيجة المشرفة وهذه القيمة المضافة التي طبعت المساهمة المغربية في العمل الإنساني تركت أصداء طيبة في قلوب الفلسطينيين الذين بقوا على اتصال مستمر بنا بعد الاطمئنان على وصولنا إلى المغرب. ما هو تقييمكم لنوع التخصصات الطبية التي رافقتكم في العنصر النسوي؟ يكفي أن عدد المواليد الفلسطينيين الذين أشرفت على ولادتهم طبيبة مغربية فاق عشرين طفلا، وسمي أحدهم باسم أحد أبنائها تكريما لها، بل وحضرت ببيت عائلته تشاركهم حفل العقيقة حاملة هدية خاصة وهنا تقوت روابط الأخوة إلى درجة أن تلك الأسر ما تزال تتصل باستمرار وترسل رسائل قصيرة عبر الهاتف. وينسحب ما قلته من تقدير على عمل الطبيبتين عزيزة العوني ومليكة البكوري اللتين أبلين البلاء الحسن في تخصصاتهن، إضافة إلى إلقاء المحاضرات وتقديم خدمة العيادات الخاصة وتقديم الهدايا، كل هذا العمل جعل فراق الأطر الطبية والأسر الفلسطينية يتخذ طابع البكاء حزنا على الفراق.