يتوقع أن يكون مجلس النواب قد حسم الاثنين 11 أكتوبر 2010 في هيكلة مكتبه وتوزيع رئاسة اللجان بين الفرق البرلمانية الأولى به، وساد غموض حتى الساعات الأخيرة من بداية الجلسة التي ترأسها عبد الواحد الراضي، بسبب التنافس حول رئاسة اللجان الداخلية بالمجلس، وجرّاء استمرار الترحال السياسي. وحسب مصادر متعددة، فإن حزب الاستقلال قد يفقد لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، لصالح فريق الأصالة والمعاصرة، وذلك لأول مرة منذ السنة التشريعية الأولى خلال الولاية الحالية. الفريق الاستقلالي، الذي أصبح في الترتيب الثالث بعدما كان الأول، قد يختار لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية، وقال مصدر من داخله إن الفريق كان يريد لجنة العدل والتشريع، لكنه تراجع عنها لفائدة إدريس السنتيسي عن الحركة الشعبية، وأكد المصدر أن سلوك الفريق المقصد منه الإسهام في إنهاء الخلاف داخل الحركة الشعبية بين السنتيسي والعنصر، حيث كان السنتيسي يهدد بمغادرة الحركة الشعبية مع 10 نواب آخرين، في حال لم تستجب قيادة حزبه لمطالبه. أما فريق التجمع الدستوري الموحد الذي يعتبر الفريق الأول حاليا بالمجلس، قد يختار رئاسة لجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأسياسية، وهو التوجه الذي يدافع عنه رئيس الفريق الطالبي العلمي، لكن الشاوي بلعسال، الرئيس السابق للفريق الدستوري، يطالب برئاسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني، وذكر مصدر مطلع أن الخلاف بين قيادة الفريق ظلت قائمة حتى زوال أمس الاثنين، ذلك أن خلفية موقف الطالبي العلمي هو الإبقاء على عمّار الشيخ رئيس لجنة المالية والتنمية الاقتصادية خلال السنة التشريعية الماضية في مكانه، خاصة بعدما التحق بفريق البام. في حين يرى الشاوي بلعسال أن فريقه الدستوري متضرر، ويعتقد أن انتخاب الطالبي العلمي رئيسا للفريق الموحد، يجب أن يقابله انتخاب الشاوي بلعسال لرئاسة لجنة داخلية. ومما يزيد من حدة الخلاف أن الطالبي العلمي رشح نائبا عن حزبه ليكون النائب الأول لرئيس مجلس النواب، ورشح نائبا عن الاتحاد الدستوري للنيابة الثامنة، وهو ما يراه الدستوريون حيفا في حقهم. من جهة أخرى، لا زال الترحال الحزبي ساريا حتى صباح أمس الاثنين، حيث فوجيء الفريق الاستقلالي بمغادرة نائب بارز في صفوفه هو عبد الغني وافق والتحاقه بحزب الأصالة والمعاصرة، وينضاف وافق إلى كل من عمار الشيخ، ومصطفى جلوني، التحقوا جميعا بحزب التراكتور. في المقابل، التحق عمر السنتيسي من الحركة الشعبية وبوشعيب عماري من الأصالة والمعاصرة بالفريق الاستقلالي. وجاء التحاق السنتيسي وعماري بحزب الاستقلال بع أيام قليلة من الاحتجاج الذي عبّر عنه عباس الفاسي، بقوله أن الترحال السياسي يسيء إلى العمل الحزبي، ويفقد الصقة في المؤسسات. هذا، وعلمت التجديد أن أعضاء حزب الاستقلال بمدينة سلا، غاضبون من التحاق السنتيسي بفريقهم، والذي يتهمونه بالفساد، وينتظرون التؤكد من عملية الالتحاق رسميا لتقديم استقالتهم من الحزب.