أفادت صحيفة الغارديان، نقلاً عن مصادر دبلوماسية واستخباراتية وصفتها بالبارزة، أن التحذير الذي أطلقته الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي من مؤامرة لتنظيم القاعدة لمهاجمة أهداف في أوروبا الغربية له دوافع سياسية ولم يستند إلى معلومات استخباراتية موثوقة. ونسبت الصحيفة، في عددها ليوم الخميس الماضي، إلى المفوض السامي السفير الباكستاني لدى بريطانيا واجد شمس الحسن قوله إن التحذير الامريكي غير المحدد والذي قاد على الرغم من غموضه بريطانيا وفرنسا ودولاً أخرى إلى رفع حالة التأهب كان محاولة لتبرير التصعيد الأخير في الهجمات الأمريكية بالطائرات من دون طيار والمروحيات داخل باكستان لأنها أشعلت البلد. واتهم شمس الحسن إدارة الرئيس باراك أوباما باستغلال تهديد الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة الشهر المقبل، ولإظهار أن استراتيجيته حيال الحرب وزيادة القوات الأمريكية في أفغانستان، والتي لا تحظى بشعبية لدى الرأي العام الامريكي، كانت ضرورية. وأضاف السفير الباكستاني في لندن إذا كان لدى الأمريكيين معلومات محددة حول الإرهابيين وناشطي القاعدة، فكان من المفترض أن يزودنا بها لكي نقوم بمطاردتهم بأنفسنا، لكن مثل هذه التقارير هي مزيج من الحماقة والإحباطات وعدم تقدير الحقائق على الأرض، لأن أي محاولة لانتهاك سيادة باكستان لن تؤدي إلى إحلال الاستقرار في أفغانستان. وحذّر من أن الارتفاع الحاد في الهجمات الأمريكية بالطائرات من دون طيار في المناطق القبلية في باكستان والغارات عبر الحدود من قبل المروحيات الأمريكية التي بلغت ذروتها في قتل جنديين باكستانيين من حرس الحدود زعزعت استقرار باكستان. وتساءل لماذا يضعون الكثير من الضغوط علينا مع أن ذلك يهدد نظامنا الديمقراطي ويجعل الكثير من الناس في باكستان يشعرون بأن واشنطن لا تأبه؟، مشيراً إلى أن التصرفات الأمريكية ترتبط بقرار أوباما تحديد جدول زمني لمغادرة أفغانستان وتسرعه في اتخاذ هذا القرار وبشكل جعل الأمريكيين في عجلة من أمرهم. وقال شمس الحسن إن السياسيين في واشنطن فشلوا في فهم مدى حاجة الولاياتالمتحدة إلى باكستان في الحرب على الارهاب، ولم يدركوا أن الغضب العام من الانتهاكات الأمريكية المستمرة للسيادة الباكستانية يمكن أن يغلي ويقود إلى شن هجمات الأمريكيين والمصالح الأمريكية في باكستان قد لا تكون حكومة اسلام أباد قادرة على السيطرة عليها. وأضاف أن الحكومة الباكستانية لا تريد السير في هذا الطريق، لكن الناس يشعرون بالظلم وإذا ما قتل الأمريكيون شخصاً مرة أخرى فإنهم سيردون، وهناك نحو 3000 عسكري أمريكي في باكستان سيكونون أهدافاً سهلة للغاية. وحذّر من أن الجنود الأمريكيين المتمركزين في قاعدة لسلاح الجو الباكستاني في يعقوب أباد يمكن أن يتحولوا إلى أهداف إذا تفاقم الوضع. وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين استخباراتيين أوروبيين استبعدوا وجود مؤامرة إرهابية منسقة استهدفت بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ووجهوا أصابع الاتهام إلى الولاياتالمتحدة وتحديداً البيت الأبيض. ونسبت إلى أحد هؤلاء قوله إن نسج مزاعم بوجود مؤامرة إرهابية مجرد هراء.