لقد فقد المغرب واحدا من الرجالات الوطنيين الكبار، بهذه العبارة استهل محمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل، حديثه عن المحجوب بن الصديق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الذي وافته المنية مساء يوم الجمعة الماضي بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية، باريس. وقال يتيم في اتصال لالتجديد، أن ابن الصديق كان من الشخصيات الوطنية الكبرى، التي عاصرت رجالا من حجم الملك الحسن الثاني وعبد الكريم الخطيب وعبد الرحيم بوعبيد، مؤكدا أن الفقيد كان ممن أصروا في فترة الخمسينات على ربط العمل النقابي بالمغرب بالعمل والحركة الوطنية، وذلك عكس بعض الطروحات التي كانت تروج، في ذلك الوقت، للرؤية الاستعمارية. وأضاف يتيم بأن ابن الصديق كان يمتلك رؤية مغايرة، تقول بضرورة التركيز على الجانب الاجتماعي في العمل النقابي، بدل ربطه بالصراعات والحسابات السياسية، وهو الاتجاه الذي تسير فيه اليوم الحركة النقابية، دون نفي البعد السياسي. وتوفي المحجوب بن الصديق مساء يوم الجمعة الماضي بباريس، عن عمر يناهز 88 سنة، ومن المقرر أن يوارى الثرى يوم أمس الأحد، بعد صلاة الظهر، بمقبرة الشهداء بمدينة الدارالبيضاء، إذ نقل جثمانه إلى المغرب يوم السبت الماضي، حسب (و.م.ع). وبدأ الراحل نشاطه النقابي، حسب نفس المصدر، في سن مبكرة؛ ضمن فرع النقابة العمالية ل سككيي مكناس، التي ينحدر منها. وبعد فترة ليست طويلة من انتسابه إلى حزب الاستقلال، وممارسة النشاط السياسي، انسحب من الحزب سنة ,1959 بسبب تعلقه بالعمل النقابي. وضل معارضا لانضواء الاتحاد المغربي للشغل تحت مظلة أي حزب كان، حيث كان أحد قادة الحركة العمالية، قبل أن يصبح أمينا عاما للاتحاد المغربي للشغل عند إنشائه في 20 مارس .1955 وانتخب بتاريخ 9 يونيو 1993 بجنيف، مندوبا دوليا بالمجلس الإداري للمكتب الدولي للشغل، الذي سبق له أن انتخب فيه عضوا رسميا سنتي 1960 و.1970 يشار إلى أن الملك محمد السادس بعث، يوم السبت الماضي، برسالة تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم المحجوب بن الصديق، حيث أعرب فيها لأفراد أسرته الصغيرة والأسرة النقابية عن تعازيه ومواساته بفقدان الراحل، مشيدا بالمسيرة النضالية الطويلة لبن الصديق، على مختلف المستويات، في جانبها المرتبط بالنضال لاسترجاع سيادة المغرب واستقلاله، أو كأحد القيادات النقابية الفاعلة، المشهود لهم بالغيرة الوطنية والدفاع عن القضايا الاجتماعية.