نقلت رويترز عن مسؤول حكومي كبير، أول أمس، أن حصاد المغرب من الحبوب بلغ 7,46 مليون طن، منخفضا بشكل طفيف عن توقعات وزارة الزراعة البالغة نحو ثمانية ملايين طن، وهو الرقم النهائي بعد اكتمال الحصاد في أوائل شهر غشت. وانخفض المحصول مقارنة مع السنة الماضية؛ ب 2,7 مليون طن، إذ بلغ السنة الماضية 10,2 مليون طن. ويفيد خبراء، أن المغرب قد يحتاج العام المقبل لاستيراد ما بين 2,2 مليون و4,2 مليون طن من القمح اللين، إذ يستهلك المغرب أكثر مما ينتج من الحبوب، خصوصا القمح اللين، مما يضطره للاستيراد. وحول الأسباب التي تجعل المغرب لا يحقق الاكتفاء الذاتي في محاصيل الحبوب، اعتبر مصطفى أكوتي، أستاذ الاقتصاد -في اتصال ل التجديد-، أن القطاع الفلاحي بشكل عام لا يحظى برؤية واضحة وباهتمام جيد من طرف المسؤولين، وأضاف أن التوجهات التي حكمت القطاع انبنت على الصناعات التصديرية، والتي لا تنسجم -كما قال- وطبيعة الفلاحة في المغرب. مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالجانب البحثي، ما دام المغرب مستهلك أساسي للحبوب وتحويل الدراسات إلى سياسات، إذ قال ينبغي على المسؤولين أن يستندوا في سياساتهم إلى أبحاث ودراسات، من أجل أن تكون لهم القدرة على تحويل الاختيارات إلى واقع ملموس. ولم يتوقف أكوتي عند المخطط الأخضر، بل شدد كذلك على أن تقييمه لم يحن وقته بعد، خاصة وأن المغرب ما يزال مرتهنا إلى التحولات المناخية. وفي سياق متصل، سجل مؤشر أسعار منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الخاص بالسلع الغذائية، في شهر غشت الماضي، أعلى نسبة زيادة شهرية في الأسعار العالمية خلال عامين، نتيجة ارتفاع أسعار القمح. وقالت المنظمة، في تقرير أصدرته أول أمس، حول العرض والطلب على الحبوب في العالم، إن مؤشر أسعار الأغذية ارتفع بنسبة 5 في المائة في غشت المنصرم، ليسجل 176 نقطة، أي أزيد من 9 نقاط عن شهر يوليوز الماضي، وهي أكبر زيادة شهرية منذ شتنبر .2008 وأضاف التقرير أن الزيادة في مؤشر أسعار الأغذية، تعكس الزيادة الحادة والمفاجئة في الأسعار العالمية للقمح، في أعقاب موجة الجفاف التي ضربت روسيا، وما تبعها من فرض قيود على مبيعات القمح، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل؛ ارتفاع أسعار السكر والبذور الزيتية أيضا. يذكر أن الزيادة في أسعار السلع الغذائية، والتي تعد الأعلى خلال الأشهر السبعة الأخيرة من العام الجاري، ما زالت تقل بنسبة 38 في المائة عن مستوى الذروة المسجل في يونيو ,2008 إبان أزمة الأغذية العالمية.