كشفت صحيفة لوموند عن التزايد الذي بلغته السياحة الجنسية بالمغرب، حيث نشرت أمس الأربعاء 22مقال لكل من جان بيير توكوا (من مراكش) وجان بيير ستروبانت (من بروكسيل) عن،نته بمن مراكش إلى أكادير: السياحة الجنسية تتطور في المغرب، ارتكزت فيه على وقائع وأحداث شهدها المغرب في هذه السنة، بكل من مراكشوأكادير، وقامت بالتحقيق حولها، مشيرة في البداية إلى الصمت الذي تدفع إليه الصحافة المغربية تجنبا لتلطيخ سمعة بعض المدن المغربية، وانطلق المقال من سرد عدد من الآحداث فقد لقي رجل مصرعه، ومن المحتمل أن يكون قتل في شهر ماي، ورجلين آخرين وراء قضبان السجن، وعشرات من المراهقين ضحايا الاستغلال الجنسي وضعوا في مؤسسات مختصة. ومضى المقال يحقق في وفاة شاب في العشرين من العمر، ع. آ. جاء يحكي في منتصف شهر مارس، كيف أن فرنسيا، ه. ل.ج، مختص في العقار، ومستقر في مراكش، منذ سنوات عدة، كان يجلب إلى بيته أطفالا يبلغون من العمر حوالي خمس عشرة سنة، ويقوم بتصوير مشاهد جنسية لهم بواسطة كاميرا تصوير رفقة شريك له يسمى مصطفى، ويروي المقال أن الشرطة قامت بمراقبة البيت لتقبض على الجانيين في حالة تلبس. احتجزت الشرطة في منزله عشرات الألوف من الصور وأفلاما قصيرة مسجلة في الكومبيوتر، وترى فيها حوالي خمسين طفلا تم انتقاؤهم من مراكش، لكن ليس هذا فحسب، لقد وجد المحققون مفاجأة كبرى عندما رأوا أن في المشاهد أطفالا من أصل آسيوي وإفريقي، فمن أين جاءت هذه الصور؟ لم يتمكن التحقيق من الحصول على شيء بعد، واعترف بالوقائع والتهم المنسوبة إليه، مع التأكيد بأنه كان يتحرك بمفرده، وأنه لا ينتمي لأي شبكة دولية منظمة، وأن الصور التي بحوزته لا توجد في شبكة الأنتيرنت. وبعد أن يتساءل الصحفيان هل هذا صحيح؟، يجيب: هناك شهادة تناقض هذا القول. إنها شهادة عماد، شاب ذو 23 عاما، أشعر رجال الأمن وقدم لهم المعلومات الضرورية حول الضحايا. ليعلقا على شهادة الشاب ولو صدقنا ما لديه، فإن الفرنسي هيرفي كان على رأس شبكة للاستغلال الجنسي للأطفال تنخرط فيها شخصيات محلية وأوروبية مستقرة في مراكش، وكشف عماد عن أسماء تسع شخصيات منها. فماذا تساوي شهادته؟ لن نعرف ذلك أبدا. لن تعرف الحقيقة لأن عمادا يلقى مصرعه على يد رجال كانوا يرقبونه، ولم تكشف الشرطة بعد عن نتائج التشريح لأبيه المدرس الذي يعتقد أن ولده دفع إلى الانتحار، ودفع الثمن لأنه وضع رجال الأمن على السكة في قضية استغلال جنسي للأطفال. ويستنتج المقال أن استغلال عشرات من القاصرين من لدن أجنبي ليس مثار دهشة عند المراكشيين، أن السياحة الجنسية تتطور بسرعة في المدينة الحمراء. فالأمن يراقب رياضات المدينة القديمة، ولكنها تجهل ما يجري في فيلات النخيل المكتراة بأثمان خيالية، كما قالت الفرنسية ميشيل، التي تعمل في وكالة عقارية تتشدد في نوعية الزبناء. وينتهي المقال إلى أن السياحة الجنسية ليست من نصيب مراكش وحدها، إذ تفجرت في الأيام الأخيرة بمدينة أكادير، قضية أخرى لا تقل حجما لأن المتورطين فيها نساء بالغات، والجاني صحافي بلجيكي أطلقت السلطات المغربية سراحه بينما رمت بالضحايا في غياهب السجون. حسن السرات