امتنعت تركيا عن دعوة السفير الصهيوني في أنقرة غابي ليفي إلى الإفطار السنوي الرابع الذي يقيمه حزب العدالة والتنمية على شرف الساسة ورجال الدين من مختلف الطوائف والأعلام والسفراء الأجانب. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الحزب عمر تشيليك: إن سبب عدم دعوة السفير الإسرائيلي ليس له بُعد شخصي، مشيرا إلى أنه لم تتم دعوته لإظهار موقف تركيا المندد بالعدوان الذي قامت به الحكومة الصهيونية على سفينة مرمرة. وأضاف أن من ليس عادلاً ولا منصفًا لا يمكن له أن يتجاوز عتبة باب المقر العام لحزب العدالة والتنمية، وتابع أنه إفطار الأخوة والصداقة، والجميع هنا يهود وكاثوليك ومسلمون، وهذه رسالة رمزية إلى السفير (الإسرائيلي). وكان كبير حاخامي تركيا إسحاق هاليفا ورئيس الجماعة اليهودية في تركيا سامي هرمان من بين المدعوين إلى الإفطار. الموقف التركي لم يرق كيان العدو الصهيوني، فقد ذكرت يديعوت أحرونوت وهاآرتس ومعاريف الصهيونية أن وزارة الخارجية وجهت انتقاداً شديداً إلى تركيا لتجاهلها دعوة سفير كيانها المجرم فى أنقرة لحضور إفطار رمضان، فى حين وجهت تركيا دعوة الإفطار إلى جميع سفراء الدول الأخرى. وأوضحت الصحف أن الخارجية الصهيونية أكدت أن تجاهل تركيا لدعوة سفير الكيان الإجرامي لحضور إفطار رمضان الذى يقيمه رئيس الوزراء التركى رجب طيب آردوجان، يعد إهانة لإسرائيل وجهت إلى سفيرها المقيم فى أنقرة. ونقلت الصحف تصريحات مسؤول كبير بوزارة الخارجية الصهيونية أكد فيها معاداة رئيس الوزراء التركى رجب طيب آردوغان للكيان الإجرامي، لهذا فإنه يعتبر تجاهل السفير الاسرائيلى فى تركيا أمر متوقع من الحكومة التركية التى يرأسها آردوغان، وأضاف المسئول أن آردوغان أصر على ممارسة التميز ضد إسرائيل عندما تجاهل دعوة السفير الإسرائيلى إلى مأدبة إفطار رمضان. من جهة أخرى، جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تأكيده أن بلاده ستواصل سياستها في التقارب مع الشرق، قائلاً: يراد لنا حين نتوجَّه بأبصارنا إلى الغرب أن ندير ظهرنا إلى الشرق؛ فليس من حق أحد أن ينتظر منا هذا الشيء. وأوضح أردوغان، خلال كلمة له، أن أنقرة لم تغيِّر محورها، موضحًا أن العضوية في الاتحاد الأوروبي هدف استراتيجي لتركيا، وهي سياسة الدولة، والحكومة التركية الحالية تبادر إلى كل الخطوات وأشملها على طريق تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي والتاريخي، داعيًا إلى إزالة العقبات أمام انضمام تركيا إلى الاتحاد، لا سيما في ما يتعلق بالقضية القبرصية؛ حيث لم يلتزم الغرب بوعوده. وحول سياسته المشرقية، قال أردوغان: إننا نريد الوصول إلى جميع الدول، ويجب ألا يقلق أحد من ذلك؛ فنحن دولة عالمية لا دولة قبيلة، ونحن ندير سياسة شاملة ومتعددة الجوانب لا سياسة ذات بعد واحد. وحول القضية الفلسطينية، قال: إن تركيا ستواصل بذل الجهود من أجل حل عادل وبناء وشامل للقضية الفلسطينية. وتطرق إلى الاعتداء الصهيوني على سفينة مرمرة، فقال: إن على إسرائيل أن تعترف بخطئها، وأن تعتذر وأن تدفع تعويضات، وسنواصل متابعة الأمر إلى أن تتحقق مطالبنا.