أذعنت إسرائيل، أول أمس، لتهديد تركيا بسحب سفيرها بعد تعرضه لتوبيخ علني، فبعثت برسالة اعتذار خطية ورسمية إلى أنقرة قبيل انتهاء المهلة التي حددها الرئيس التركي عبد الله غول. وبينما أعلن رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، في بيان إنه يأمل أن يكون الموضوع قد تم حله بعد أن صاغ خطاب الاعتذار مع نائب وزير خارجيته داني ايالون الذي أهان السفير التركي أحمد أوغوز تشليك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لدى عودته من زيارة إلى روسيا، أبلغوني أننا تلقينا الرد الذي كنا نريده والذي كنا ننتظره من الناحية الديلوماسية. الرسالة تتضمن اعتذاراً. وكان عبد الله غول قال في وقت سابق أمس إنه يمهل إسرائيل حتى مساء اليوم (الثلاثاء)، فإذا لم يصححوا (الخطأ) فإن سفيرنا أحمد أوغوز تشليك سيعود يوم الأربعاء 13 يناير 2010 في أول طائرة، لإجراء مشاورات مع الحكومة التي ستحدّد إن كانت تركيا ستخفض مستوى تمثيلها الديبلوماسي في إسرائيل. وكان إيالون قد رفض مصافحة السفير التركي بعدما استدعاه لمقر وزارة خارجية الكيان المحتل، وأرغمه على الانتظار طويلاً في رواق قبل استقباله، كما تعمد عدم وضع أي علم تركي على الطاولة خلال اللقاء مكتفياً بالعلم الصهيوني. وإثر ذلك طالبت وزارة الخارجية التركية إسرائيل بتقديم اعتذار عن الطريقة التي عومل بها سفيرها والتي لا تتفق مع التقاليد والأعراف الديبلوماسية. واعتبر مراقبون أن الإعتذار الصهيوني لتركيا، حاول امتصاص ردة الفعل التركية، لكن الحدث يعد مؤشرا قويا على دخول العلاقات الدبلوماسية التركية مرحلة الجمود، منذ وصول حزب العدالة والتنمية التركي إلى الحكم سنة ,2002 إذ لم يسبق لها قط التوقيع على أية اتفاقية جديدة، في حين يعرف تنفيذ الالتزامات السابقة بين الطرفين، برودة في التعامل. ويرى مراقبون أن تقديم الاعتذار من الصهاينة لتركيا، وهي التي لم تعتد على ذلك مع العرب، محطة جديدة في سلسلة وقائع دالة، تجرعت فيها إسرائيل الإذلال من طرف التركيين، وتلقت منهم صفعات قاسية، منها إلغاء تركيا مشاركة إسرائيل في مناورات بحرية عسكرية مشتركة برعاية أمريكية، وبرّرت تركيا قرار إلغاء تلك المناورات بسبب الحصار والعدوان الصهيوني على غزة. بل إن وزير الخارجية التركي اعتبر أكثر من مرة أن العدوان الصهيوني على غزة دمّر أرضية السلام في الشرق الأوسط.