هل يجوز للمسلم الزواج من فتاة غير مسلمة أو لا تقتنع بوجود الله؟ مع العلم أن أهلها مسلمون؟ وذوو مبادئ مسلمة وأن اكتشاف الأمر كان متأخرا أي بعد عقد القران وكتب الكتاب لكن قبل الزفاف؟ بسم الله، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. الأصل أن يتزوج الرجل المسلم امرأة تشاركه في الدين لتتوحد الرؤية إلى مفهوم الأسرة وإلى كل القيم التي تعيش عليها الأسرة وليكون تصور تربية الأبناء موحدا أو متقاربا على الأقل. وقد أجاز الله تعالى للمؤمنين التزوج بالمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من اليهوديات أو النصرانيات، شريطة أن يكن محصنات يرين حرمة الزنى ووجوب حفظ النسب. أما تزوج الرجل بامرأة غير مسلمة ولا كتابية محصنة فهو لا يجوز بحال. على الرغم من كون أسرتها أسرة مسلمة لأن العبرة بالمرأة المتزوج بها لا بأسرتها. على نحو ما يجوز للمرأة أن يتزوج بها رجل مسلم ولو أن أسرته كانت غير مسلمة. فلذا يقال لصاحب السؤال: إن هذا الزواج غير جائز وهو معرض للاهتزاز بحكم اختلاف الرؤيتين في أهم قضايا الإنسان التي هي موقفه من الدين ومن الخالق ومن العبادة ومن القيم التي يؤسسها الدين. والله أعلم. هل حقا التقبيل منهي عنه والاقتصار على المصافحة فقط سواء بين الرجال أوالنساء أو بينهم جميعا؟ بسم الله، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. إن الإسلام بين حدود الأدب وما يلزم التزامه في التحية فكان إلقاء السلام هو الاصل ثم أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم للناس أن يتصافحوا عندما وفد عليه وفد أهل اليمن الذين كان من عادتهم المصافحة التي تعني خلو اليد من السلاح. وتجوز المعانقة لمن قدم من غيبة أو سفر بعد اشتياق إليه. لكن ذلك لا يعني التقبيل على الوجه وتكرار ذلك التقبيل كما يفعل بعض الناس. وهو أمر قد يكون فيه مبالغة وإضاعة للوقت خصوصا حينما يكون عدد المتعانقين كثيرا كما يرى في بعض الجنائز والمناسبات السارة. فتكون المصافحة في الظروف العادية كافية ومجزئة. أما تقبيل الرجل امرأة أجنبية تحرم عليه فإن ذلك حرامٌ ينبغي التحذير منه بعد أن أصبح منتشرا في أوساط من يقلدون غير المسلمين في هذا الشأن. والله أعلم. أرجو من سيادتكم التفضل بالإجابة عن شبهة يرددها أعداء الدين وهي أن الذكر في الآية إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون هو التوراة وبالتالي هي غير محرفة ويستشهدوا أيضا على ذلك بالآية ، ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون. وبالتالي فإن الذكر هو التوراة ونزلت قبل الزبور. بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. إن المراد بالذكر في قول الله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون هو القرآن الكريم قطعا، لأنه هو الكتاب الذي تعهد الله بحفظه فأكد ذلك بأبلغ صور التوكيد فقالإنا وهي أداة توكيد مضاف إليها ضمير العظمة وأكد بالضمير المنفصل فقال نحن وأعاد أداة التوكيد ثانية مقترنة بالضمير فقال وإنا وقدم الجار والمجرور فقال له وأكد الخبر باللام فقال لحافظون. أما التوراة والإنجيل فقد قال عنها القرآن الكريم قولا آخر فقال سبحانه: والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله فكان حفظ التوراة والإنجيل موكولا إلى الربانيين والأحبار وفرق كبير بين أن يكون الكتاب موكول الحفظ إلى الله كما هو الشأن بالنسبة إلى القرآن وبين أن يكون موكولا إلى الربانيين والأحبار وهم بشر. والواقع لا ينازع في أن تلك الكتب قد وقع لها ما وقع من التغيير الذي كشف عنه دارسو تلك الكتب من المسلمين وقد كان سبينوزا من مفكري القرن السابع عشر قد كتب شيئا كثيرا عن واقع التوراة ضمن كتابه رسالة في اللاهوت والسياسة بين فيه أن التوراة قد كتبت في ظروف تاريخية مختلفة يبدو فيها أن متحدثا آخر يتحدث عن موسى وعن وفاته وكيفية هذه الوفاة وهو ما يثبته السفر الأخير من أسفار التوراة. أما بالنسبة للإنجيل فهو أناجيل ليس واحد منها أحق بأن يكون إنجيل دون الأخرى. وقد كانت يوما ما أناجيل عديدة تربو على الثلاثمائة ثم اختزل عددها إلى العشر ثم إلى الأربعة أناجيل وبينها من التباين ما لا يخفى على حد ما يوجد من التباين بين التوراة العبرية والسامرية مما هو معروف لدى دارسي الكتب الدينية ويمكن الإحالة في هذا المجال على ما كتبه الدكتور عبد الواحد وافي عن الكتب المقدسة وما كتبه موريس بوكاي عن تاريخ الكتب المقدسة والدراسات في هذا الشأن كثيرة ومستفيضة تفيد أن الحفظ وعدم التغيير إنما خص الله به هذا القرآن الذي ما يزال متلوا في بقاع الدنيا فإن أخطأ فيه قارئ في شرق الأرض أنكر عليه الناس في غربها وفي كل مكان. ومما يعلم منه أن كتاب الله محفوظ في الصدور وفي المصاحف حفظا لا يسهل معه تبديله أو تغييره رغم المحاولات اليائسة التي بذلت لكنها افتضحت.