اختتمت يوم الاثنين 2 غشت بمكة المكرمة، أشغال المؤتمر الإسلامي العالمي الذي نظمته الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بمناسبة مرور 05 عاما على إنشائها، وذلك تحت شعار رابطة العالم الإسلامي .. الواقع واستشراف المستقبل. وندد المؤتمر الاسلامي العالمي في بيانه الختامي بالممارسات الصهيونية الهادفة إلى تهويد القدس وطمس عروبة فلسطين وإسلاميتها ببناء الكنس وضم المساجد إلى التراث اليهودي، مستنكرا ما يتعرض له شعب فلسطين من إبادة وتجويع وحصار ظالم يستخف بكل المعايير والمثل الأخلاقية والمواثيق الدولية. وطالب هيئة الأممالمتحدة واليونيسكو والهيئات والدول المحبة للسلام بمنع السلطات الإسرائيلية من تنفيذ مخططاتها التي تهدف إلى هدم المسجد الأقصى ومصادرة أوقافه، وتهويد محيطه، ليتسنى لهم بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. ورفض المؤتمر السياسة الاستيطانية الإسرائيلية التي تستهدف وجود الشعب الفلسطيني بمصادرة البيوت والأراضي وطرد الفلسطينيين من ديارهم، معربا عن تأييده للإجراءات التي اتخذتها جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في هذا الشأن. وأشار المشاركون في هذا المؤتمر، في بيان ختامي صدر في ختام أشغاله، إلى أنهم تدارسوا منجزات الرابطة وجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين خلال خمسين عاماً؛ مذكرين بأن من أبرز منجزات الرابطة في العالم الإسلامي وخارجه عرض الإسلام بصورته الصحيحة على شعوب العالم، وتصحيح التصورات المغلوطة عنه. وذكروا، في سياق متصل، بأن الرابطة تصدت للإرهاب والتطرف والغلو، وعملت على نشر ثقافة الحوار والوسطية بين الناس، وتوجيه الرأي الإسلامي إلى اتباع الكتاب والسنة وفهمهما وفق فهم السلف الصالح؛ بعيداً عن الإفراط والتفريط، وتحقيق التفاهم والتعاون الإنساني بواسطة الحوار مع ممثلي أتباع الأديان والحضارات والثقافات الإنسانية. ودعا المشاركون في المؤتمر إلى تأسيس مجلس عالمي في الرابطة يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يتولى تأهيل الدعاة والأئمة والمفتين في بلدان الأقليات، ليتسنى لهم توجيه المسلمين في مجتمعاتهم وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، وتعريف العالم بحقائقه وعطائه الحضاري. وأكدوا أهمية متابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار الحضاري، ودعوا الشعوب والمجتمعات العالمية إلى التعاون البناء معها وفتح صفحة جديدة من العلاقات الإيجابية، مما يسهم في تحقيق المصلحة الإنسانية المشتركة. وطالب المشاركون في المؤتمر بتوسع الرابطة في توفير الدعاة والأئمة والمدرسين المؤهلين للعمل في البلدان المفتقرة إلى الدعوة والتعليم الإسلامي، ومساعدة المجتمعات الإسلامية بتقديم المنح الدراسية لأبنائها وافتتاح المعاهد والمدارس التي تحصنهم بالعقيدة الصحيحة والسلوك القويم. وأوصوا الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالتنسيق بين المؤسسات الإسلامية العاملة في هذا المجال، وحث الجمعيات والمراكز الإسلامية في العالم للاستفادة من إصدارات الهيئة في التعريف بإعجاز القرآن والسنة. ودعا البيان إلى تحويل المركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته إلى هيئة عالمية مستقلة ترتقي ببرامجه ومناشطه، وتقديم الدعم لها والتنسيق مع وزارات التربية والتعليم في الدول الإسلامية للتركيز في مناهجها الدينية على الوسطية الإسلامية. وحث البيان على إنشاء كراسي للدراسات الإسلامية في الجامعات المتعاونة خارج الدول الإسلامية، وأن يكون من مهامها التعريف بالإسلام، وتصحيح التصورات المغلوطة عنه، وبيان حاجة الشعوب الإنسانية إلى مبادئه السامية التي تسعى إلى تحقيق التعارف والاستقرار والعدل والتعاون بين المنظمات الإسلامية في تعليم اللغة العربية لأبناء المسلمين في الدول غير العربية لمساعدتهم على فهم دينهم. وأوضح البيان أن التحديات التي تواجه المسلمين تحتم عليهم أن يتعاونوا فيما يحميهم ويرعى مصالحهم، ويسهم في الوصول بالحضارة الإنسانية نحو الأفضل، واثنى على جهود الرابطة البناءة في جمع كلمة المسلمين والعمل على تحقيق التعاون والتنسيق بين مؤسساتهم. وأكد المشاركون في المؤتمر، في هذا البيان، على أهمية مساعي الرابطة في العمل الإسلامي المشترك، ودعوا إلى تطويرها بما يعزز التعاون بين حكومات المسلمين ومنظماتهم الشعبية. وفي سياق متصل أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة. وقال أوغلو، في بيان صدر يوم الاثنين، إن تواصل هذه الاعتداءات يعد إمعانا في تحدي القانون الدولي، ولا سيما أنها تستهدف شعبا أعزل ومنشآت مدنية وبعثات إغاثة إنسانية. ودعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي دول العالم والمؤسسات الدولية إلى التحرك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.