افتتحت السبت الماضي بمكة المكرمة أعمال المؤتمر الإسلامي العالمي الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي بمناسبة مرور 50 سنة على تأسيسها. وافتتح أشغال هذا المؤتمر المنظم تحت شعار رابطة العالم الإسلامي .. الواقع واستشراف المستقبل النائب الثائي لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقد أبرز رئيس الشؤون الدينية في تركيا علي برداق أوغلو في كلمة له بالمناسبة أن الرابطة تعتبر مظهرا من مظاهر تطلع الأمة المسلمة إلى وحدتها، وتشوفها إلى سابق حالها، وهي أنموذج في تكامل العمل الشعبي مع العمل الرسمي في تحقيق المجتمع الإنساني الرشيد في عالم هو اليوم أحوج ما يكون إلى استعادة التجربة الإسلامية الفريدة التي مكنت المسلمين من قيادة ركب الحضارة الإنسانية زهاء ثمانية قرون. وأعرب عن اعتقاده بأن الرابطة بحاجة إلى المزيد من الدعم والتأييد من دول العالم الإسلامي ومنظماته ومؤسساته الإعلامية والثقافية والاجتماعية لكي تستمر في أداء الدور المهم الذي يتطلع إليه المسلمون في جنبات الأرض وأنها بحاجة أيضا إلى مزيد من الدعم والتأييد من دول العالم الاسلامي لكي تستمر في أداء الدور المهم الذي يتطلع إليه المسلمون . من جانبه استعرض أمين عام الرابطة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي المنجزات العديدة التي حققتها الرابطة منذ نشأتها وإسهامها في نشر الوعي الإسلامي العام، وللتعريفِ بالإسلام والدفاع عنه وتعريف الأمة بقضاياها من خلال أنشطتها المتعددة لها وكذا اعتنائها بالأقليات والجاليات المسلمة. ومن جهته أبرز المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أن الرابطة حققت مكاسب عظيمة وإنجازات كبيرة واحتلت مستوى عال على المستوى الرسمي والشعبي في العالم الإسلامي. مؤكدا أن على أن العالم الإسلامي أن يعرف التحديات التي تواجهه حتى يكون على بصيرة من أمره . وتميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة ألقاها الأمير نايف بن عبد العزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين أثنى فيها على جهود الرابطة وما تقوم به من أعمال أسهمت في علاج مشكلات المسلمين، وتوحيد كلمتهم، ونشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، إلى جانب ما قدمته للإنسانية عن طريق الحوار من مبادئ ومفاهيم إسلامية، لتعزيز التفاهم والتعاون بين شعوب العالم. وقال إن المملكة العربية السعودية التي رحبت بقيام الرابطة على أرضها، لتعتز بالنهج الإسلامي الذي تسير عليه في تطبيق الإسلام ودعوة المسلمين إلى التضامن والتعاون والوحدة، ودعوة علمائهم لبذل الجهد المطلوب لتحقيق آمال المسلمين في إصلاح شأنهم، ووحدة صفهم واستعادة عزتهم. وأكد الأمير نايف أن الأمل معقود على المشاركين في المؤتمر وهم يتأملون ويستشرفون مستقبل أعمال الرابطة وطموحاتها، أن يضعوا منهاجاً إسلامياً شاملاً للإصلاح- إصلاح علاقة الناس بالله سبحانه وتعالى - وإصلاح أوضاع المسلمين، وعلاج المشكلات التي يعانون منها، والإسهام في إصلاح شأن هذا العالم وتوطيد السلام والأمن لشعوبه. ويناقش المشاركون في هذا المؤتمر الذي تشارك فيه منظمات وشخصيات إسلامية مجموعة من المحاور تهم بالخصوص تسليط الضوء على برامج وأنشطة رابطة العالم الاسلامي ونشأتها ودورها في خدمة العمل الاسلامي المشترك وتعزيز العلاقات مع الجمعيات والمؤسسات الاسلامية والقضايا الاسلامية والتي في طليعتها قضية القدس إضافة الى قضايا حقوق الانسان والرؤى لمواجهة التحديات المعاصرة.