أنا شاب عمري 21 سنة، طالب تخصص برمجة المعلوميات، و بحكم ارتباطي في هذا المجال فأنا أستعمل المسنجر تقريبا كل يوم وأحادث في غالب الأحيان أصدقاء الدراسة ذكورا و إناثا و أساتذتي أيضا رجالا و نساء، و حديثنا لا يخرج دائما على حدود الشرع و الاحترام المبني على أخلاقياتنا و مبادئنا التي تربينا عليها خصوصا مع الإناث ومعظمهن أخوات ملتزمات وعلى قدر كبير من التدين فهل يعتبر هذا جائزا أم لا؟ وما حدود التعامل بهذه الطريقة؟ وهل يمكن اعتبار المسنجر نافذة من نوافذ الدعوة إلى الله تعالى مع كلا الطرفين (الذكور و الإناث)؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاستعمال المسنجر أو غيره، في الحديث لأصدقاء الدراسة أو غيرهم، ذكورا أو إناثا، كل ذلك جائز لا إشكال فيه. فلم يرد في الشرع النهي عن مخاطبة الرجل للمرأة ولا العكس. بل الذي أرشد إليه الشرع هو آداب الحديث من حيث المضمون والصيغة. ومن ذلك قوله تعالى:{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} (الأحزاب : 32) ففي الآية نهي عن الخضوع في القول لما فيه من مفسدة وأمر بالقول المعروف لما فيه من مصلحة ومنفعة. ومن ذلك قوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِير} (القصص : 23 )و قوله: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}(القصص: 25 ) ففي الآيات صورة عملية لتواصل تم بين رجل ونساء في حدود الأدب وترتب عليه ما ترتب من المصالح. والمسنجر وغيره مما عرف الناس من وسائل التخاطب وما لم يعرفوا كل ذلك قابل ليكون نافذة من نوافذ الدعوة إلى الله وقابل أيضا أن يكون نافذة من نوافذ الدعوة إلى الشيطان. وعلى المسلم أن يحسن استغلال ما بين يديه من الوسائل ضمن الأصل الكلي العام الذي دل عليه قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين" القصص 77. والله أعلم