سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية: كان منتظرا أن يذهب الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في اتجاه قبول نتائج استفتاء استقلال كوسوفا،
كيف تقرأ قرار محكمة العدل الدولية بإقرار استقلال كوسوفا؟ كان منتظرا أن يذهب الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في اتجاه قبول نتائج استفتاء استقلال كوسوفا، الذي تم في فبراير ,2008 وذلك بالنظر إلى المقدمات التي سبقت هذا الاستقلال، من بينها الصراع الطويل في منطقة البلقان، والذي ذهب ضحيته آلاف المسلمين. ومن الناحية القانونية والتاريخية لم تكن كوسوفا يوما جزء من الاتحاد اليوغسلافي إلا بعد تشكل هذا الاتحاد سنة ,1945 أما قبل ذلك، فقد كانت كوسوفا مستقلة. ومن المعروف أن ضم كوسوفا إلى الاتحاد اليوغسلافي كان بالقوة، أي في الفترة التي شهدت تمدد المعسكر الشيوعي بصفة عامة وابتلاعه لعدة دول بالقوة. وتوجد جميع المستندات التي تدل على أن كوسوفا كانت مستقلة عن الاتحاد المذكور، وأنها لم تصبح جزء منه إلا بعد الحرب العالمية الأولى. وهذه كلها مؤشرات قانونية وتاريخية قوية استند عليها الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية. وكيف تفسر موقف بعض الدول المتحفظة على استقلال كوسوفا ومنها المغرب؟ صحيح أن هناك العديد من الدول عبر العالم تحفظت على الاعتراف باستقلال كوسوفا، وفي العالم الإسلامي هناك دول محدودة جدا، وموقفها ربما يستند إلى أنها لا تريد مزيدا من الفتن والاقتتال التي عرفتها منطقة البلقان ضد المسلمين، ولذلك انتظرت الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حتى تستند على قرار شرعي وقانوني وذي مصداقية. وأظن أنه بعد إصدار المحكمة للقرار المذكور، أعتقد أن الاعتراف بكوسوفا سيتوالى من قبل غالبية الدول، ومنها طبعا المغرب الذي أظن أنه فضّل بدوره انتظار قرار محكمة العدل الدولية، وهو اليوم قد صدر. هناك من يرى بأن قرار محكمة العدل الدولية سيشكل مستندا قانونيا قويا للحركات الانفصالية، ما رأيك؟ هناك دائما جدلية بين تقرير المصير والاستقلال من جهة، ومبدأ الحفاظ على وحدة الدول من جهة ثانية، بل إن المقررات الأممية تنص على أنه يجب أن لا يستغل مبدأ تقرير المصير لتفتيت الدول وتجزئتها، وإلا ستصبح كل الدول معرضة للتمزق والتشتت. وأمام طرفي المعادلة هاته يجب أن نأخذ بموازين العدل والقانون. وفي حالة كوسوفا فهي ذات خصوصية، ذلك أنها كانت مستقلة قبل الحرب العالمية الأولى، ثم وقع ضمها واحتلالها بالقوة من قبل الاتحاد اليوغسلافي خلال توسع المعسكر الشيوعي كما سبق الذكر. ومعلوم أن هذا المعسكر ابتلع العديد من الدول، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عادت تلك الدول لتطالب باستقلالها. وكوسوفا ينطبق عليها هذا الواقع. ولذلك لا يمكن أن يستغل من قبل حركات انفصالية لم تكن يوما مستقلة مثلا، وتأسيسها يعود إلى ملابسات معروفة.