أعلن هاشم ثاتشي، رئيس وزراء إقليم كوسوفا، اليوم الأحد، استقلال الإقليم رسميًا عن صربيا، وأعلن قيام دولة كوسوفا المستقلة وذلك خلال جلسة للبرلمان عقدت في العاصمة برشيتينا بعد ظهر اليوم. وجاء الإعلان في تمام الساعة الثالثة وثلاثة وأربعين دقيقة بعد ظهر الأحد 17 فبراير 2008بالتوقيت المحلي، بينما عمت الاحتفالات كافة أنحاء الإقليم؛ حيث خرج عشرات الآلاف من المواطنين من أصل ألباني إلى الشوارع حاملين اللافتات وأعلام الإقليم. واشتمل إعلان الاستقلال على عدة بنود منها: كوسوفا دولة ديمقراطية أوروبية ، نلتزم بسياسات حسن الجوار ، لا توجد مشاريع توسعية، كافة الأقليات ستحظى بالحماية، تأمين عضوية كوسوفا بالاتحاد الأوروبي . وجاء إقرار البرلمان للقرار بإجماع الحاضرين وعددهم 109 من النواب الذين حضروا الجلسة التي غاب عنها نواب الأقليات وعلى رأسهم النواب من أصل صربي. وخاطب تاتشي البرلمان بقوله لن تحكمنا بلجراد بعد اليوم ووجه الشكر لكل الدول التي ساندت الاستقلال ولكل أبناء كوسوفا الذين ساهموا في تحقيق الاستقلال. وأكد ثاتشي أن كافة الأقليات التي تعيش في الإقليم ستحظى بالحماية وفقًا للدستور والاتفاقات الدولية ودعا دول العالم إلى الاعتراف بالدولة الوليدة. وطالب رئيس الوزراء الكوسوفي بتأمين مكان دولة كوسوفا المستقلة في الاتحاد الأوروبي، معلنًا أن بلاده ستكون دولة ديمقراطية وملتزمة بسياسات حسن الجوار ، ومؤكدًا أن ليس لكوسوفا أي طموحات توسعية. وشدد تاتشي على أن بلاده ترغب في بناء علاقات إيجابية مع دول الجوار وخاصة صربيا ، مؤكدًا أن دولة كوسوفا لن تستخدم القوة بأي شكل يخالف المواثيق الدولية. وفي أول رد فعل على قيام دولة كوسوفا المستقلة، أدانت جمهورية صربيا إعلان الاستقلال. ووصف رئيس الوزراء فويسلاف كوستونيتشا كوسوفا بالدولة المزيفة ، وقال: إن بلاده لن تعترف أبدًا باستقلال إقليم كوسوفا وحذر من عواقب الاعتراف به كدولة مستقلة. ووصف كوستونيتشا مساندة الولاياتالمتحدة لاستقلال كوسوفا بأنه يخالف القوانين الدولية ، فيما دعت روسيا إلى التراجع عن استقلال كوسوفا ، كما دعت مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة. وقام عدد من الوزراء الصرب الأحد بجولات في أنحاء عديدة من الإقليم لإظهار دعمهم للأقلية الصربية التي تعيش في مناطق متناثرة من كوسوفا وتبلغ نسبتهم 10%. كما كانت روسيا قد أكدت في كل المناسبات معارضتها لاستقلال كوسوفا. وقد نددت صحف الأحد في صربيا بخطوات الاستقلال، وقالت: إن صربيا لن تتخلى عن كوسوفا بسهولة. ومن المتوقع أن تعلن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وعلى رأسه بريطانيا الاعتراف باستقلال كوسوفا كما ينتظر أن تكون دول أوروبية أخرى مجاورة من أوائل الدول التي ستعترف بدولة كوسوفا المستقلة وعلى رأسها ألبانيا وسلوفينيا. وينتظر أن تتريث دول أخرى قبل إعلان موقفها من استقلال كوسوفا؛ بسبب المشكلات الداخلية التي تعيشها مع المناطق ذات الأغلبية الصربية التي توجد بداخلها ومنها جمهوريتا البوسنة والهرسك ومقدونيا. وتعم الاحتفالات أنحاء الإقليم منذ أن أعلن تاتشي أن اليوم يوم الأحد سيكون يومًا عظيمًا لكوسوفا، حيث ستتحقق إرادة الكوسوفيين، حسب تعبيره. ففي العاصمة بريشتينا تجمع الآلاف من الكوسوفيين من ذوي الأصول الألبانية مطلقين الألعاب النارية ورافعين الأعلام الوطنية باللونين الأحمر والأسود التي يتوسطها النسر الكوسوفي. كما احتشدت السيارات في الشوارع وهي تطلق منبهاتها، كما زينت البنايات بالملصقات التي تحمل عبارات الشكر للولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لدعمها استقلال كوسوفا.