تقدم مجموعة من المحامين المغاربة والأجانب برفع دعوى قضائية ضد قيادات صهيونية، على إثر استشهاد المغربية رقية راضي أبو النجا في العدوان الصهيوني على غزة يوم 8 يناير 2009 . وشارك في تقديم هذه الدعوى كل من النقيب عبد الرحمان بنعمرو والمحامي خالد السفياني والمحامي المصطفى الرميد والنقيب عبد الرحيم الجامعي والنقيب عبد الر حيم بنبركة، بالإضافة إلى محامين أجانب ليليانت كلوك محامية من فرنسا وهانري بوتيي من بلجيكا وحسن موسى من النمسا ولؤي ديب من النرويج وخوسنطو خوسي خيل أوخينا من إسبانيا وستانلي كوهن من الولاياتالأمريكيةالمتحدة. وقال السفياني في تصريح ل التجديد، إنه في إطار تقديم قضايا ضد المجرمين الصهاينة عن جرائمهم في غزة وقضايا محددة، وفي إطار قرارعلى المستوى الدولي قدمت شكوى في بلجيكا منذ بضعة أيام، مضيفا بالقول:الآن تُقدم دعوى في المغرب تتعلق بالشهيدة رقية راضي أبو النجا، وهي شهيدة مغربية استشهدت في غزة، وستكون هناك شكاوى أخرى في دول أخرى غربية وعربية متعلقة بملفات ثابتة ودقيقة، وقد قدمنا كل وسائل الإثبات، وليس أمام النيابة العامة المغربية إلا أن تفتح المتابعة على أساسين، الأول هو الاختصاص العادي، عندما يتعرض مواطن مغربي لجريمة خارج المغرب، والأساس الثاني هو مايتعلق اتفاقية جنيف الرابعة التي تُلزم كل من وقع على الاتفاقية أن يلاحق كل من ارتكب جريمة منصوص عليها في هذه الاتفاقية. وأشار السفياني إلى أن تقرير غولدستون أحال على اتفاقية جنيف، في العديد من الجرائم التي ارتُكبت في غزة، وأضاف قائلا:نحن نطالب بمتابعة المجرمين الصهاينة الذين ارتكبوا هذه الجريمة و الذين خططوا لها، وكل من شارك في هذه الجريمة، وعلى رأسهم الثلاثي الحكومي الذي كان يقرر في العدوان، وهم المجرمون أولمرت وليفني وباراك. من جهته، اعتبر النقيب عبد الرحيم بنبركة هذه الدعوى اختبارا حقيقيا لقدرة السياسيين المغاربة في التعامل مع القضايا التي تهم المواطن المغربي في الداخل والخارج. وتأتي هذه الدعوى بتوكيل من السيدة ربيعة الراضي والسيد عبد المجيد الراضي أخت وأخ الشهيدة رقية الراضي أبو النجا. من هي الشهيدة؟ الشهيدة رقية الراضي أبو النجا مواطنة مغربية كما تثبت ذلك الوثائق الرسمية عن السلطات المغربية، والدها الراحل محمد الراضي كان من علماء القرويين ومن رواد الحركة الوطنية، وكانت تقيم بغزة مع زوجها، وتشهد السلطة الفلسطينية أنها كانت تقيم بخان يونس حسب بطاقة الإقامة رقم: ,411046881 وزوجها جبر أبو النجا سفير فلسطين سابقا بالسينغال وخبير سابق بالإسيسكو، وأحد مرافقفي المرحوم ياسر عرفات، تزوجها منذ سنة 1977 بالمغرب، وازداد لهما ثلاث بنات، إحسان ومها وبيسان أبو النجا. عملية الاغتيال استشهدت رقية يوم 8 يناير 2009 لما كانت بداخل بيتها جالسة بشرفة الشقة، عندما انطلقت قذيفة من دبابة ميركافا عن بعد 500 متر، إذ استشهد زوج ابنتها إحسان، الشهيد إيهاب الوحيدي على إثر سقوطه من الشرفة، وأصيبت رقية كذلك، ولمّا كانت بنتها تحاول إسعافها أتى صاروخ من الجو وقسم جسم الشهيدة نصفين بعد أن أصاب جسدها إصابة مباشرة، كما أحرقت شظايا الصاروخ ابنتها على مستوى الظهر وأجزاء من جسمها. وتقول الشكاية التي تقدم بها المحامون أنه من خلال المعطيات السابقة يتضح أن القتل المتعمد ناتج عن تعدد الطلقات بكل وحشية من الجو والبر، ومن آليات متنوعة منها، قذيفة الدبابة من عيار 155 مم والقصف بقذيفة عنقدية أمريكية الصنع من طراز ح 483 بالإضافة إلى صاروخ أُطلق من الجو. واعتبرت الشكاية الهجوم على غزة أوعملية الرصاص المصبوب كما أسماها جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة يوم السبت 27 دجنبر ,2008 الأكثر دموية من حيث عدد الشهداء الفلسطينيين منذ عام ,1948 إذ تسبب القصف الصهيوني البربري في استشهاد أزيد من 200 فلسطيني وجرح أكثر من 700 آخرين، وقد أطلق على هذا اليوم مجزرة السبت الأسود. وأشرفت عصابة حكومة الكيان الصهيوني على كل المجازر بغزة، وأفراد العصابة هم إيهود أولمرت وتسيبي ليفني وإيهود باراك وكابي أشكينازي وو ايل ازبرغ القائد العام لعملية الرصاص المسكوب ومجموعة أخرى من القيادات الإجرامية في الجيش الصهيوني. وأشارات الوثيقة إلى أن المشتكى بهم بمثابة عصابة إرهابية خططت للحرب الهمجية والحصار القاتل بوسائل دمار فتاكة على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة من 27 دجنبر 2008 إلى غاية 25 يناير ,2009 بكل تحدي واحتقار لحياة أبنائه الأبرياء نساءا ورجالا وشيوخا، مدنيين وعزل، وإصرار قوي على عدم وقف القتل وإطلاق النار تحدّيا للرأي العام العربي والعالمي، ولكل محبي السلم ومناصري قضايا الشعوب العادلة عبر العالم.