قررت لجنة المناقشة منح دكتوراه بميزة مشرف جدا مع توصية بالطبع للطالبة جميلة المصلي. وذلك بعد مناقشة الباحثة مناقشة علمية مستفيضة دامت، الجمعة الماضي، من الساعة 4 إلى الساعة 8 مساء بقاعة نداء السلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة. وأطروحة دكتوراه المصلي هي في موضوع الحركة النسائية بالمغرب المعاصر: اتجاهات وقضايا. وأشرف على الرسالة الدكتور محمد منفعة عن وحدة التاريخ والحضارة بالكلية؛ الذي نبه إلى مكائد اليهود ضد الأسرة المسلمة وضرورة التصدي لكل الدعوات التي ترمي إلى تقويض أحكام الشرع في موضوع المرأة، إلى جانب الدكتور عبد السلام فيغو خريج جامعة الأزهر الذي اعتبر هذا الموضوع محل تجاذب إعلامي وسياسي في غياب البحث العلمي الموضوعي.ومن جهته نوه الأستاذ مولاي عمر بن حماد بالقدر الكبير من الموضوعية في البحث، إذ عرض مواقع الاتجاهات اليسارية والحداثية التي تطالب بسمو المواثيق الدولية على التشريعات المغربية أو تصادم صراحة بعض الأحكام الثابتة في الشريعة الإسلامية مثل قضية الإرث والولاية والطاعة والطلاق، مشيرا إلى إسهامات المرأة المغربية في مقاومة الاستقلال وفي البناء الحضاري للأمة الإسلامية منذ نشأتها. وتكمن أهمية الموضوع حسب الباحثة في علاقته بالمرجعية الحاكمة وبالتحديات التي تواجه الفكر الإسلامي المعاصر عموما. ويرمي البحث حسب الطالبة إلى رصد العوامل التي أسهمت في ظهور الحركة النسائية المغربية، ومعرفة أهم مكونات هذه الحركة. يتناول الباب الأولعوامل نشأة الحركة النسائية بالمغرب ومراحل تطورها ومكوناتها، في حين يعالج الباب الثاني الحركة النسائية من منظور الاتجاه اليساري، أما الباب الثالث فقد خصص للاتجاه الإسلامي والإضافات التي جاء بها في موضوع المرأة. ويختم البحث بعرض أهم الخلاصات والاستنتاجات.وترأست لجنة المناقشة الدكتورة نزيهة معاريج التي نوهت بهذا الجهد العلمي الذي تراه يشكل إضافة نوعية ومفخرة للمكتبة المغربية، خاصة أن الباحثة نائبة برلمانية لها احتكاك يومي بالنصوص التشريعية، وتعد إحدى رائدات الحركة النسائية بالمغرب. وتكونت لجنة المناقشة من الأساتذة مولاي عمر بن حماد وعز العرب البرحيلي ونزيهة معاريج. وانصبت أهم الملاحظات على أهمية البحث وراهنيته، واستأثرت قضية المرجعية بحصة الأسد من المداخلات؛ لأن موضوع المرأة يعرف حاليا تصادما بين الإملاءات الدولية وأحكام الشريعة الإسلامية. وطالب الأساتذة المشرفون من الطالبة بالمزيد من البحث العلمي لأنها أقدر بحكم موقعها على الرصد والتشخيص لقضية المرأة التي تستأثر باهتمام كل المغاربة، واتفقوا على اعتبار هذا الإنجاز لبنة حقيقية في مجال التدافع المتحرك في المغرب المعاصر.