لن أتنازل عن حقي وحق زوجتي، سأتسول المال لمتابعة علاج زوجتي ومتابعة المتورطين في هذه الجريمة ... بهذه الكلمات عبر عزيز زوج الشابة هدى الهلالي التي أجريت لها مجموعة من العمليات الجراحية بإحدى المصحات الخاصة بالبيضاء قاربت قيمتها 10 آلاف درهم، لإخراج الفوطتين اللتين نسيهما الدكتور (م) الطبيب الجراح المختص في طب النساء بمستشفى محمد الخامس بالجديدة في بطنها أثناء عملية ولادة قيصرية، مما تسبب لها في تعفنات تطلبت إجراء عمليات أخرى لبتر أجزاء من أمعائها، ويتابع زوج الضحية - حسب الشكاية التي تقدم بها إلى وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة الدكتور الذي أجرى العملية، ورئيس قسم طب النساء، ودكتور آخر بنفس القسم، وبعض الممرضات والقابلات اللائي شاركن في توليد هدى ذات (28 سنة)، كما يتابع في هذه القضية مدير المستشفى كذلك، وقال عزيز الذي يعمل نادلا بمقهى أنه يعيش وزوجته وأسرتيهما كابوسا منذ وقوع الحادث وإلى اليوم، إذ مايزال يكابد من أجل توفير مستلزمات العلاج والحليب للرضيعة ملاك التي كتب لها ألا ترضع حليب أمها التي أصبحت معلولة. التجديد زارت هدى وزوجها بمنزل أسرة زوجها بالحي الشعبي درب بن موينة بمدينة أزمور، وعاينت الظروف الصعبة التي تعيش فيها هذه الأسرة، ويحكي عزيز بحسرة لقد نسي الطبيب وطاقمه فوطتين في بطن زوجتي، ولما شعرت بالألم عادت إليه بعد 15 يوما لتخبره بذلك، لكنه لم يبال، وأخبرها أن الأمر بسيط ولا يعدو أن يكون ألم العملية القيصرية التي خضعت لها، مضيفا أنه وبعد اشتداد الألم وخروج القيح من بطنها بشكل كثيف وغريب، زارت نفس الطبيب من جديد بالمركز الصحي بمدينة أزمور، ولدى معاينتها طلب منها الالتحاق به بالمستشفى الإقليمي بالجديدة ليتم الاحتفاظ بها هناك لمدة يومين دون الاستفادة من علاج أو فحص إلا من كيس سيروم تم تعليقه لها، وبعد هذين اليومين - يقول عزيز - حضر رئيس قسم الولادة وطلب منها مغادرة المستشفى على الرغم من استمرار تدفق القيح من مكان إجراء العملية، وبعد استمرار الألم والانتفاخ وتدفق القيح، وبعد تعذر الأمر أمام بعض الأطباء بمدينة الجديدة، شد عزيز الرحال إلى مستشفى ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء، وهناك وبعد الكشوفات والفحوصات بواسطة الأشعة، تبين أن الأمر يتعلق بوجود جسم غريب ببطن الزوجة، وتابع عزيز أن الدكتور الأجنبي ريشار أبيطان هو من أجرى العملية لزوجته لإخراج الفوطتين من أحشائها، وقام ببتر أجزاء من أمعائها الغليظة والرقيقة بعد تعفنها، وهذا ما يثبته التقرير الطبي للدكتور المذكور، والذي تتوفر التجديد على نسخة منه. وقالت هدى إنها تعاني حاليا من ألم شديد بمكان إجراء العمليات، كما تعاني من ألم بمكان تواجد الكيس المخصص للتخلص من الفضلات اللاصق ببطنها في انتظار إجراء عملية رابعة بمبلغ 50000 درهم في الموعد الذي حدده الطبيب للحم الأمعاء ببعضها و تخليصها من الكيس الذي يكلف الأسرة 80 درهما يوميا، إضافة إلى علب الحليب للطفلة ملاك التي لم تقرب ثدي أمها، عزيز يقر بأنه باع ملابسه وحاجياته، ويتلقى مساعدات من الأصدقاء وأفراد الأسرة، ومستعد لفعل أي شيء من أجل إنقاذ زوجته ومتابعة من وصفهم بالمتورطين في هذا الموضوع. والدة هدى تركت بيتها وأبناءها الذين يتابعون دراستهم ورابطت بجانب ابنتها لرعايتها ومساعدتها على تغيير الأكياس وتربية ابنتها، تتحسر على ما آلت إليه صحة ابنتها، وقالت بأنها كانت ستفوض أمرها لله لولا أن الأمر يتعلق هنا بخطإ بشع لا يمكن استساغته ولا تقبله، إلا أنها تحمد الله أن ابنتها وقعت بين يدي أطباء نزهاء بمدينة الدارالبيضاء الذين أدلوا بشهادتهم في تقارير طبية بكل أمانة. ومن جانبه، قال رئيس قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي بالجديدة في اتصال لالتجديد إنه ليس لديه ما يقوله في هذا الأمر، بعد أن وصل إلى القضاء. وبالمقابل أكد أن هناك الكثير ما سيقال في هذه النازلة، ولكن بين يدي القضاء، ولم يخف الزبيدي تذمره مما وصفه بالمبالغة في الأثمنة التي أجريت بها العمليات للمريضة في المصحة الخاصة، وقال بأنه بالرغم مما وقع فإن الطبيب الذي يشتغل في القطاع العام معرض لمثل هذه الأمور لأنه يجري المئات من العمليات الناجحة في السنة بدون مقابل، مضيفا أن قسم الولادة وطاقمه ليس ضد السيدة المعنية ولا ضد أي مواطن يقصد المستشفى العمومي، وأن القسم لما طلب منها مغادرة المستشفى لم تكن تعاني لا من ارتفاع الحرارة ولا أي مضاعفات بعد أيام الولادة. يذكر أن مصادر التجديد أفادت أن المحكمة في مرحلة الاستماع إلى كل من وجهت إليهم المشتكية اتهاماتها، وفي انتظار أن يقول القضاء كلمته في هذا الحادث، يبقى الرأي العام يتأرجح بين التماس الأعذار للأطباء الذين يشتغلون في القطاع العام بظروفه المعروفة، وبين التعاطف مع الضحية التي ليس لها أي ذنب فيما آلت إليه وضعيتها الصحية نتيجة هذا الخطأ الطبي، سيما وأن المستقبل قد يحمل لها المفاجئات لا قدر الله بعد إجراء العملية أو العمليات التي لازالت تنتظرها.