دعا رئيس لجنة السكن والسكن غير اللائق بمجلس عمالة الدارالبيضاء، في رسالة وجهها إلى عامل عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، إلى التحقيق في قضية هدم مسجد الشرقاوي بدوار السكويلة بسيدي مومن يوم الخميس المنصرم وتحويله إلى سقاية فرعية عمومية، مما خلف، حسب نص الرسالة موجة غليان سياسي وديني واجتماعي في صفوف الساكنة المحلية التي نظمت جمهرة في مكان المسجد المهدم، مطالبة بإعادة الوضع إلى ما كان عليه. واتهم عباس عشاق، الذي يشغل في الوقت ذاته منصب عضو الجماعة الحضرية لمقاطعة سيدي مومن أهل الغلام، وهو منتم إلى حزب الاستقلال، في رسالته التي توصلت "التجديد" بنسخة منها، ممن وصفهم ب"سماسرة يتحركون لفائدة بعض الأشخاص الذين سيتقدمون للانتخابات القادمة"، بتولي كبر إثم هدم مسجد كان يضم أيضاً كتاباً قرآنياً مسجلا عند كل متفقدي التعليم الأولي، وأوضح أن هؤلاء السماسرة يقطنون بجوار المسجد ويسعون إلى تهيئة الأرضية لرئيس مقاطعة وكذا لبرلماني وفرا مواد بناء السقاية ليستميلوا قلوب السكان المحليين إبان الحملة الانتخابية. وصرح المصدر ذاته في اتصال هاتفي لالتجديد به أن الأشغال تجري لتبليط المكان حيث كان المسجد المهدم، تمهيداً لبناء سقاية، مضيفاً أن ثمة تضاربا بين تصريحات ورد فعل السلطة المحلية، إذ في الوقت الذي ذكر فيه قائد المنطقة لعشاق أن الذين هدموا المسجد لا يمتلكون الحق في ذلك، فإن السلطة المحلية لم تبادر إلى حمايته والحيلولة دون تدميره، وهو "ما يفهم منه أنها راضية على ما تم"، على حد قول المتحدث نفسه. ورداً على تساؤل ل"التجديد" حول مدى قانونية الهدم وتوفر منفذيه على ترخيص بذلك، أفاد عباس عشاق أن من هدموا المسجد لم يحصلوا على إذن بذلك، ظناً منهم أن الأمر لا يحتاج إلى ذلك ما دام أن السقاية هي سقاية فرعية ستربط بسقايات أخرى بالدوار المذكور، وأنه لو كان الأمر يتعلق بربط جديد بشبكة المياه لما رخص لهم بذلك رئيس مجلس مدينة البيضاء لأن السقايات أصبحت تثقل كاهل ميزانية الجماعات المحلية. وشدد صاحب الرسالة على ضرورة تدخل السلطات لوضع حد لهذا التصرف المعزول، موضحاً أن إحداث سقاية عمومية لا ينبغي أن يتم على حساب كتاب قرآني، سيما وأن السقاية المحدثة لا تبعد عن سقاية أخرى إلا ببضعة أمتار، وأن دوار السكويلة يتوفر على أزيد من 20 سقاية عمومية، ومن شأن الإكثار من هذه الأخيرة أو تقسيمها إلى فروع أن يؤدي إلى ارتفاع فاتورة الاستهلاك التي تتحملها الجماعة المحلية. يشار إلى أن المسجد المهدم بني سنة ,1975 وسمي بمسجد المسيرة لأن تلك السنة شهدت حدث المسيرة الخضراء، كان المسجد إلى حدود سنة 1984 مكاناً للصلاة وتعليم الصبيان القراءة والكتابة وحفظ القرآن، واقتصر دوره بعد تأسيس مسجد السكويلة الكبير على الصلاة وتعليم الأطفال. محمد بنكاسم