قدم عدد من الجنود الأسرى السابقين شهادات صادمة حول معاناتهم بمخيمات جبهة البوليساريو بتندوف، داعين إلى وجوب فتح تحقيق دولي حولها لمتابعة المجرمين، وذكر أحدهم، وهو من أعضاء الجمعية الوطنية لأسر الشهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية فرع مراكش، تفاصيل مثيرة من بينها أنه لم يسمح له بالاستحمام لمدة عشرين سنة، فيما ذكر آخر خلال ندوة حول الجهوية الموسعة - كحل سياسي لقضية نظمها أول أمس المكتب المحلي بشبيبة العدالة والتنمية مراكش المنارة، في إطار الحملة الوطنية السابعة حول الصحراء المغربية تحت شعار فداك وطني، أن وسائل التعذيب كانت فوق العادة، وأن الجرحى لا يسعفون كما تنص على ذلك المواثيق الدولية، ووصفوا الأطباء الكوبيين الذين كانوا يشتغلون عند جبهة البوليساريو بعديمي الرحمة. وكانت أبرز شهادة تلك التي قدمها محمد بالعربي رئيس الجمعية، استحضر فيها ملابسات اعتقال الجنود المغاربة من قبل البوليساريو، ومدة الأسر بالأراضي الجزائرية، والتعذيب الذي تعرضوا له، والظروف المزرية التي كانوا يعيشوها، ومعاناتهم بعد التحاقهم بأرض الوطن. ومن جانب آخر، أشار محمد أقديم الكاتب القليمي للحزب بشيشاوة ومهتم بقضية الصحراء الذي أطر هاته الندوة، أن طرح مسألة الجهوية الموسعة في المغرب جاء بعد انسداد آفاق العمل السياسي بالبلاد، ووصول مسألة الانتقال الديمقراطي إلى الباب المسدود. مما يبين الحاجة إلى فتح آفاق جديدة للعمل السياسي بعد فشل جميع المحاولات السابقة لنظام اللامركزية واللاتمركز، وفشل جميع البرامج التنموية المركزية، مما يعبر عن إرادة التأهيل الديمقراطي الذي يعترف بالمقومات الثقافية والاجتماعية للجهات، ويطرح نهج سياسة القرب، من خلال إشراك المواطنين عبر ممثلين في وضع البرامج التنموية في إطار الجهوي. وأضاف أن الرؤية السياسية المغربية للجهوية المنتظرة ترتكز على التمسك بثوابت الأمة والدولة المتمثلة في وحدة الدولة والوطن، مع الالتزام بالتضامن والتوازن بين المركز والجهات، وكذا العمل على تفادي تداخل الاختصاصات والمسؤوليات، ونهج اللاتمركز الذي لن تستقيم الجهوية بدون تفعيله في نظام حكامة ترابية ناجعة قائمة على التناسق والتفاعل. أما بالنسبة للجهوية الموسعة كحل لنزاع الصحراء المغربية فاستدل محمد أقديم بما يراه عبد العالي حامي الدين الأستاذ في العلوم السياسية في هذا الموضوع بأن العوامل التي دفعت المغرب إلى تبني الجهوية الموسعة هي الرغبة في إيجاد حل سلمي متوافق عليه بين الأطراف المتصارعة حول الصحراء، فحل الحكم الذاتي من خلاله يمكن تجاوز وضعية الغالب والمغلوب وواقع اللاسلم واللا حرب في هذا الصراع، وفي نفس الوقت يقف أمام الحل الانفصالي الذي ترغب فيه البوليساريو والجزائر.