يوم بعد يوم تبرز القضية اللغوية محددا مركزيا في تحديد مستقبل المدرسة المغربية، فيوم الإثنين 3 ماي 2010 شهدت البيضاء نقاشا حول التعليم تحول إلى نقاش حول اللغة العربية، واحتد الجدل بين رأيين؛ الأول دعا إلى استعمال الدارجة لغة تدريس، وزعم أن المغرب مطالب بوضع حد للتعامل مع اللغة العربية كما ورد في تقرير يومية الشرق الأوسط في عددها لبوم الأربعاء 5 ماي 2010 ، والثاني نبه إلى أن ذلك نذير حرب، وأن خطاب التسامح الذي يرفعه الآخر مطالب بأن يطبقه مع من يدافع عن العربية لغة تدريس. كما تشهد المكتبة الوطنية نقاشا حول وضع اللغة العربية بالمغرب للعلم الكبير عبد القادر الفاسي الفهري، وذلك في ظرفية اشتدت فيها افتعال الصراع بين الدارجة والعربية وتقديم الأولى بديلا وهميا للثانية. لا نتردد في القول بأن سجن المغرب في مناقشة إشكال محسوم دستورا وواقعا وتاريخا هو في نفسه أحد عوائق التقدم لمعالجة أزمة المدرسة المغربية، وأن دعوة الدارجة التي يروجها البعض ليست أكثر من هدر للوقت قيلت في الماضي وفشلت وستفشل الآن، إلا أنها ستضيع على البلد عقدا من الزمن قبل أن نستفيق على مخلفاتها الكارثية.