شكلت السلامة الصحية للمنتوجات الغذائية محور يوم علمي نشطه الجمعة الماضي بمكناس باحثون وخبراء تابعون للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وتطرق الخبراء في مداخلات خلال هذا اللقاء، الذي نظم على هامش الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب المنظم ما بين 28 أبريل الجاري و2 ماي المقبل، إلى وسائل محاربة الأمراض التي تهدد النباتات والحيوانات، مثل الجمرة الحمراء، وتوتا أبسولوتا، والذبابات التي تصيب الفواكه وطاعون المجترات الصغيرة. وحسب هؤلاء الخبراء، فإن محاربة البكتيريا التي تصيب النباتات تمر عبر مراقبة ومتابعة وتطهير الأجزاء المصابة من النباتات، واستعمال أغراس سليمة، وحظر وضع خلايا النحل داخل البساتين خلال فترة الإزهار. وبعد أن أكدوا أن سوسة النخيل الحمراء، ما تزال منحصرة في طنجة بمنطقة لا تتجاوز 4 كلم، أشار الباحثون التابعون للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية إلى أن طرق المحاربة ترتكز أيضا على الاكتشاف المبكر، والمعالجة الوقائية لشجر النخيل. وفي ما يتعلق بتوتا أبسولوتا، التي تهدد الطماطم، أكد هؤلاء الباحثون أن الوضع يوجد تحت السيطرة في البيوت المغطاة، في حين يبقى الخطر واردا في الحقول المكشوفة التي تتطلب اتخاذ إجراءات وقائية للحد من الخسائر التي تتسبب فيها هذه الحشرة. كما شدد المشاركون على ضرورة استعمال تقنيات مكافحة الذباب الذي يصيب الفواكه، مشيرين إلى تقنية الحشرة العقيمة التي تشكل أداة للمراقبة ، والقضاء على العديد من أنواع الحشرات المضرة. وحسب هؤلاء الخبراء، فإن التجربة المغربية في مجال مراقبة السلامة الصحية للنباتات تسعى إلى الحيلولة دون انتشار الأمراض التي تهدد النباتات واتخاذ إجراءات لمحاربة هذه الأمراض ووضع رهن إشارة الفلاحين منتوجات فعالة طبقا للمعايير الدولية. وفي ما يخص طاعون المجترات الصغيرة، تم التشديد على الخصوص على اتخاذ عدد من الإجراءات لمحاربة هذا المرض الذي تطلب خلال الثلاث سنوات الأخيرة تفعيل برنامج للتلقيح العام للقطيع الوطني من الأبقار والماعز على مستوى الضيعات التي أصيبت بالمرض قصد السيطرة عليه وتفادي انتشاره.. من جهة أخرى، يشكل قطب تربية الماشية أحد الأقطاب المفضلة لدى زوار الدورة الخامسة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، والذي تعرض فيه جميع أجناس المواشي المرباة في المغرب وذات الجودة العالية. ويتوافد آلاف الزوار من مختلف الأعمار على الملتقى منذ افتتاحه أمس الجمعة في وجه العموم، من أجل التعرف على مختلف سلالات المواشي التي يتم عرضها خلال هذه الدورة، وكذا تلك المشاركة في مسابقة تربية الماشية واستكشاف مختلف تقنيات تربية الماشية. واغتنم الفلاحون، الذين لم يتمكنوا من زيارة الملتقى خلال اليومين الأولين واللذان خصصا للمهنيين، الفرصة لربط علاقات تجارية وعقد شراكات تهم المجال الفلاحي ولاقتناء بعض المعدات والآلات الفلاحية. وتقترح المقاولات الوطنية والأجنبية صيغا متعددة لبيع المنتوجات من الآلات الفلاحية الصغيرة، خاصة تلك المستعملة في تربية الماشية بمختلف أنواعها. ويخطف الفضاء المخصص للمسابقة أنظار الزوار، حيث تم نصب منصة من أجل تمكين العموم من متابعة مسابقة تربية الماشية ومشاهدة الحيوانات التي تعرض بهذا القطب.