تتفاخر دول العالم كل يوم ببناء جامعة أو اكتشاف علمي وبناء مساكن للمواطنين والعمران والتطور في البلدان، أما عراق اليوم فبين فترة وأخرى نسمع عن فضائح وانتهاكات لحقوق المواطن العراقي في مسلسل السجون السرية الذي انتشرت بشكل سطَّر فيه المالكي وغيره العدد القياسي في كتاب جينيس للأرقام في عدد السجون السرية، وسمعنا عن فضائح سجن أبو غريب وقلنا أمريكي وحاقد وجاء للعراق ينتقم من شعب الحضارات وتطبيقًا لعقيدة الهرمجدون، ولكن هل نعتب على من يحمل الجنسية العراقية؟؟ وقبل ذلك لنا أن نسأل هل هو عراقي فعلًا؟؟ هل هو إنسان؟؟ هل ينتمي إلى بني البشر بشيء؟؟ لعل كل تلك التساؤلات موجودة إجاباتها إذا عرفنا طبيعة الإنجازات والمكاسب لهذه الحكومة ودولة الشاذون.. عذرًا.. دولة القانون كما يسمون أنفسهم. وقبل أن نتحدث عن مسلسل السجون السرية لا بدَّ أن نقول إن المتمسكين بالسلطة اليوم في العراق يحملون من الخبرات وفنون التعذيب التي فاقوا بها كل جلادي العالم ومجرميها، ولهم السبق في اكتشاف الكثير من أساليب التعذيب والقهر بكل أنواعه، ولست أبالغ أن أقول فاقت جوانتاناموا، والمشرفون على هذا المعتقل يجب أن يتعلموا على أيدي سفاحي بغداد. وكالمعتاد أنكر المالكي أن تكون له أي صلة بهذه السجون، وربما هذه السجون موجودة في كواكب أخرى وأكيد هي بعيدة عن العراق، فلقد تم تبييض السجون في العراق ولم يعد هناك أي سجن في العراق، فنحن اليوم نعيش عصر الحرية والديمقراطية والفانتازية المالكية المقتبسة من مهنة المالكي السابقة في بيع السبح ومحابس الحظ والألفة بين الأزواج والأحباب. فضيحة سجن المثنى المرتبطة قيادته مباشرة بمكتب المالكي، ويشرف عليه كل من المقدم صادق مدير سجن مطار المثنى من عناصر حزب الدعوة، وهو من أعتى المجرمين، واللواء الركن حاتم المكصوصي شغل منصب معاون مدير جهاز مكافحة الإرهاب المرتبط بمكتب نوري المالكي، ثم تَمَّ تعيينه رئيسًا للجنة دمج المليشيات الإجرامية ومنحهم رتبًا عسكرية، ثم شغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية، ومقرها في المنطقة الخضراء، أنيط به إقصاء الضباط السابقين في الجيش العراقي وإحلال ضباط الدمج محلهم حيث أقصى أكثر من 50 ضابطًا، يقوم هذا المجرم بالإشراف وبأمر من المالكي على تعذيب المعتقلين في السجون السرية. اللواء الركن غسان قائد الفرقة الحادية عشر يرتبط بالفريق فاروق الأعرجي مدير مكتب نوري المالكي، يشرف هذا المجرم على مجموعة من ضباط الدمج التابعين لحزب الدعوة، ويصدر توجيهاته بتصفية المعتقلين في السجون السرية ورمي جثثهم في المناطق النائية من العاصمة بغداد، ويتم نقل الجثث ليلًا بواسطة سيارات تابعة للواء 56 المسمى (لواء بغداد) مقره داخل المنطقة الخضراء. النقيب حيدر ضابط استخبارات فوج الأول لواء 54 الفرقة السادسة يقوم هذا المجرم بعمليات اعتقال عشوائية في منطقة المنصور والحارثية، وبدون مذكرات قبض، وبعد أن يجري تعذيب المعتقلين في سجن مطار المثنى يجري اتصالات مع عوائلهم لغرض دفع مبالغ مالية، ومن يمتنع عن الدفع نتيجة لعدم قدرة العوائل على تأمين المبالغ الكبيرة التي يطلبها المجرم يتم تصفية المعتقل ورمي جثته في الشارع، والمجرم المذكور من عناصر حزب الدعوة ومن مجموعة العقيد فاضل العبيدي. المعتقلون في هذا السجن وغيره المعتقلون هم من أبناء سنة العراق، وبالتحديد من محافظة نينوى، حيث قامت قوة تابعة للمالكي بمداهمة المدينة في شهر أكتوبر من ,2009 وقامت باعتقال 431 من شباب ورجال نينوى وتم نقلهم بالطائرات إلى جهات مجهولة ولم يعرف مصيرهم إلى أن تم الكشف عن فضيحة مطار المثنى بعد أن كشفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز ذلك، وبعد أن قامت وزيرة حقوق الإنسان وجدان ميخائيل بزيارة السجن المذكور والتعرف على أوضاع السجناء هناك، الأمر الذي أحدث مشادة كلامية خلال جلسة مجلس الوزراء بين المالكي ووزيرة حقوق الإنسان. أساليب التعذيب هي كثيرة ويندى لها جبين البشرية، فجرائم الاغتصاب لها الأولوية، ثم بعد ذلك يُجبر المعتقلون على اللواط، إضافةً إلى التثقيب بمثاقب الحديد والجدران (الدريل) إلى قلع الأظافر وتعذيب الأب أمام ابنه وبالعكس؛ للإجبار على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها أو الأخ أمام أخيه، إلى التعذيب بالصعقات الكهربائية وبأعقاب السجائر، ويقوم المقدم صادق مدير سجن مطار المثنى من عناصر حزب الدعوة، وهو من أعتى المجرمين، حيث يقوم هذا المجرم باستخدام وسائل تعذيب بشعة منها استخدام شواية الهمبورجر كوسيلة من وسائل التعذيب يجبر المعتقل وهو عارٍ على الجلوس على الشواية وهي ساخنة فتُشوى مؤخرتُه ويلتصق لحم جسمه بالشواية. والسؤال هنا لماذا لم يتم اكتشاف تلك السجون وتلك الجرائم إلا في هذا الوقت؟ ألا يتعظ من جاء مع الدبابة الأمريكية أنه ورقة محروقة استخدمت وآن لمن استخدمها أن يرميها بعد أن مسح قاذوراته بها ورماها ليقوم بعد ذلك بحذائه يدوس عليها؟!