تكشف عدة مؤشرات عن مدى الخطورة التي يتعرض لها الأطفال في المغرب من قبل عدة تيارات هدامة تستهدف إما تدينهم أو أخلاقهم أو قيمهم بشكل عام. وتكشف وسائل الإعلام بشكل مستمر عن تورط منصرين في استغلال الأطفال بالخصوص في أنشطتهم، وأبان حادث عين اللوح قبل شهرين تقريبا، حجم وأساليب حملات التنصير بالمغرب، إذ تم استغلال قرابة 33 طفلا بدار للأيتام التابعة لمؤسسة قرية الأمل بعين اللوح إقليمإفران. كما أن حادث أكاديمية جورج واشنطن بالدار البيضاء التي تؤطر الأطفال، والمتهمة بضلوع بعض أطرها في تنصير الأطفال المغاربة، تكشف أن التنصير لا يهدد أطفال الفقراء بقدر ما يهدد أطفال الطبقة الراقية أيضا. وتكشف أوساط الشباب والطفولة انتشار بعض التيارات الخطرة التي تتحول الى بيئات لترويج المخدرات والتنشئة على الجريمة المنظمة والشذوذ والعنف. وتأتي على رأس تلك التيارات عبدة الشيطان. وتنشط عدة تيارات في أوساط الشباب في المحيط المدرسي تحت غطاء أنواع الموسيقى الشبابية المختلفة، وتتخذ لها ملاجئ للنشاط الجماعي في المقابر والأماكن المهجورة والغابات ... وتتحول تلك المجموعات الشبابية إلى إطارات لتعاطي المخدرات والجنس وشغل هؤلاء الشباب عن متابعة الدراسة. ولا يتوقف تأثير تلك التيارات على الجانب السلوكي للأطفال والشباب، ولكن يتجاوزه إلى الجانب العقدي، إذ إن أغلب تلك التيارات إما أنها لا دينية أو عبثية أو تنشر صيغا من التنصير وفلسفات مادية أخرى تشوه رؤية الإنسان إلى الكون والحياة، بالإضافة إلى تغدية الكراهية والعنف ونشر قيم تضعف الارتباط بالوطن تحت مسوغ التمرد على المجتمع.