ثمة عالم أكثر من رائع يشيده المقبلون على الزواج، وتؤثت زواياه كل الخواطر المثالية والأحلام الوردية في صفائها وعذوبتها، حتى يصيرالانغماس في فلك الزواج نوعا من التطهير القبلي أو الحضرة الإنسانية في أبهى صورها. وقد يتشبث كل طرف بالذي تمناه من هذه الرؤى الجامحة لتستحيل في خلده منارة يهتدي بها أو يتماهى من خلالها على أنها المطلوب أو الواجب إدراكه متى ما دلف مهللا إلى بيت الزوجية منذ البدايات الأولى من الفعل الزواجي . وهاهنا نتوءات لا بد من استعراضها، بل لا بد من إدراك طبيعتها قبل محاكمة الفعل الارتباطي أو الزواج في أي مرحلة من مراحله. إن ولوج عالم الزوجية يحيل في البدايات التواصلية على الحلم المثالي ومحاولة تمثل كل السلوكات الإيجابية لتستحيل لحظة الارتباط بالآخر إلى لحظة الخلاص، أو نقطة الذروة في السعادة، وسبب هذا الافتراض هو التغييب القهري للمنطق، واستحضار معادلة الإنسان الملائكي، وبين هذا وذاك قد يذهب الحب وتخبو جذوته متى ما اصطدم الزوجان بالصور الإسمنتي الذي تخفى وراء عدم القدرة على الاستشراف الواعي لما يتلون به الواقع. أيها المقبلون على الزواج: أيها الحديثو عهد بالزواج: تعن لي بعض المطبات التي لا بد من استحضارها من خلال ما يلي: حذارحذار من أن تخبو جذوة الحب مهما كانت المطبات الانتباه الضروري إلى تصوير الأشياء كما هي دون مبالغات التدرج في تنزيل المشاريع كيفما كانت طبيعتها وضع سقف للخطوط التي لا يمكن تجاوزها أو للأشياء التي لا يمكن التنازل عنها وضع لائحة للمسميات التي يكرهها أو يمقتها كل منكما وضع لائحة للأشياء التي يحبها كل منكما بغية التعاطي معها كمدخلات تواصلية مؤسسة للمحبة التوافق على حدود التعاطي مع قضايا أهل الزوج أو الزوجة، بمعنى حدود تدخلهما في سير حياتكما وضع المخططات الاقتصادية من ميزانيات للمشتريات الضرورية أو الكمالية الاتفاق على أسلوب التربية المنشود الذي سيخصص للأبناء وضع الخطوات الأساسية للمنهاج التربوي الذي سيحققه كل منكما، وكذا برنامج تطوير الكفاءات والقدرات الذاتية تسطير لائحة العلاقات الاجتماعية وكيفية تطويرها وتنميتها وضع طريقة تقويمية للسلوكات الفردية ودورية الجلسات التقويمية اختيار أهل الصلح متى ما ساءت أحوال العلاقة الزوجية اعتبار التراكمات مكسبا لتطوير الأداء الفردي إن خوض غمار الحياة الزوجية وفق هذه الاحتياطات حتما سيزيد من فرص التمكن والاستخلاف في الأرض، وسيزيد تقوية وتمتين الجانب الحسي كما سينمي الذكاء العاطفي وبالتالي سيسعى الجانبان من خلاله إلى الاندماج في الخلايا التنشئوية بمعين تربوي قادر على تخريج نشء صالح وصناعة إنسان متطلع للتغيير. وفي الأخير لابد من التنويه بأن الحياة الزوجية ازدادت تعقيداتها بتعقد المجتمع وسلوكاته، إلا أن التمنيع والتحصين اللازمين قد يعفي المقبلين أو الحديثي زواجا من عدة إحباطات من السهل الخضوع لها، وتبقى الثقافة البانية لونا من ألوان الاندماج الاجتماعي وشكلا من أشكال الإضافات النوعية التي نصبو لها جميعا. إن التحدي الحضاري يقتضي بالضرورة إبداعا وجودة يفضيان إلى التغيير المنشود وكل زواج وشبابنا بألف خير.