استضاف حزب العدالة والتنمية الكاتب اليهودي يعقوب رابكين ليقدم محاضرة حول كتابه باسم التوراة: تاريخ المعارضة اليهودية للصهيونية. وهو الكتاب الذي طبع طبعة خاصة بالمغرب في دار النشر طارق بالدار البيضاء، وجاء الكاتب ليقدمه للمكتبات والقراء منذ مطلع شهر ماي، حيث وقعه في عدد من المراكز الثقافية والمكتبات في عدة مدن مغربية. الكتاب ترجم إلى اللغة الإيطالية أخيرا، وسيترجم إلى اللغة العربية، ويجد صعوبات ومضايقات في فرنسا. وقد قدم الكاتب للحاضرين موجزا عن مضمون كتابه الذي يميز فيه بين اليهودية والصهيونية، ويركز فيه على رفض فئات من اليهود الملتزمين للصهيونية من بدايات ظهور النزعة الصهيونية إلى يومنا هذا. وأخبر بالدافع الأساسي لتأليف كتابه قبل ثلاث سنوات بمونتريال في كندا، حيث قامت جماعة من اليهود الكنديين بالتظاهر ضد الدولة الصهيونية في عيد ميلادها الوطني، فكتب حول هذه التظاهرة المقال الأول، ثم المقال الثاني، وما لبث أن اقتنع بضرورة كتابة مؤلف موسع حول الموضوع. ولتفسير الرفض اليهودي الديني الذي يعتبر الصهيونية خطرا على التراث اليهودي، استشهد الكاتب بمقطع للكاتب الأكاديمي اليهودي يوسف سالمون (الخبير في تاريخ الصهيونية)، إذ قال: "تعتبر الصهيونية الخطر الأكبر، لأنها كانت تهدف إلى سرقة التراث اليهودي كله من الطائفة اليهودية، سواء في أرض الشتات، أو في أرض إسرائيل، كما تهدف إلى اغتصاب انتظاراتها التنبئية". وأضاف أن "الصهيونية تتحدى كل مظاهر اليهودية التقليدية: في اقتراحها لهوية يهودية معاصرة ووطنية، وفي استبدال المجتمع التقليدي بأساليب العيش الجديدة، وفي سلوكها إزاء التصورات الدينية للشتات والبعث". وأكد أن "التهديد الصهيوني لم يترك طائفة يهودية إلا وأصابها. لقد كان شرسا وعنيفا، ولم يكن بد من رفضه دون أي تنازل". وكشف يعقوب رابكين عن أن نشر كتاب مثل كتابه يعد مشكلا خطيرا، وخاصة في بلد مثل فرنسا، حيث يعتبر كل انتقاد للكيان الصهيوني دليلا على أنك معاد للسامية، واعتبر المتحدث أن هذا يمكن أن يصدق على عدة حالات، لكنه لا يصدق على حالة اليهود المتدينين المعارضين للصهيونية، الذين تحدث عنهم في كتابه، "فيكمن أن نسميهم أي تسمية حسب رابكين ولكن لا يمكن تسميتهم معادين للسامية، فهذا لا يستقيم، ولهذا فإن كتابي يثير في فرنسا ردود فعل حادة جدا". وأجاب الكاتب في نهاية عرضه عن أسئلة الحاضرين حول كتابه وحول اليهود ومواقفهم، وكذا مواقف الحاخامات اليهود والصهاينة من الصراع الدائر في منطقة المشرق العربي. حضر هذه المحاضرة الدكتور سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والدكتور لحسن الداودي عضو الأمانة العامة للحزب، والأستاذ خالد السفياني، المنسق الوطني للسكرتارية الوطنية لمساندة الشعبين العراقي والفلسطيني، وأساتذة ومناضلون ومناضلات من الحزب. يذكر أيضا أن الكاتب استضيف في لقاء علمي بمنزل النائب البرلماني المقرئ الإدريسي أبو زيد ليلة السبت الماضي. حسن السرات