شارك عشرون رئيس دولة إفريقية، أي أكثر من ثلث القادة الأفارقة، يوم السبت 3 أبريل 2010 ، في دكار بالسينغال في تدشين نصب النهضة الإفريقية المثير للجدل مع دعوات إلى وحدة القارة المجزأة إلى 53 دولة لتحقيق الولاياتالمتحدة الافريقية. ودعا الرئيس السنغالي عبد الله واد لإقامة الولاياتالمتحدة الإفريقية، مؤكدا أن زمن الإقلاع قد وصل بالنسبة للقارة التي تثير المطامع بثرواتها الطبيعية وسوقها الذي يعد نحو ألف نسمة. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي أول من دعا إلى اتحاد القارة الافريقية بشكل يؤدي الى تأسيس بلد افريقي واحد. وعند اسفل النصب الذي شيده عمال من كوريا الشمالية ويتجاوز علوه تمثال الحرية في نيويورك وأمام حضور محدود لأسباب أمنية اقتصر على بضعة مئات من المدعويين، أطلق الرئيس واد دعوته أمام 19 رئيس دولة افريقية بحسب تعداد للرئاسة. وقال واد أمام التحديات الجديدة للعولمة وحده الاندماج السياسي للولايات المتحدة الافريقية سيجعلنا في منأى عن تهميش قد يكون مشؤوما على القارة الافقر في العالم. وبعد خمسة قرون من المحن والعبودية ما زالت إفريقيا.. منتصبة ومصممة على تولي مصيرها بنفسها. وشدد الرئيس واد المعروف بمواقفه المؤيدة لوحدة أفريقيا أن تجار العبيد رحلوا كما رحل آخر مستوطن، ولم يعد لدينا أي أعذار. وبدوره دعا الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي ورئيس دولة مالاوي بينغو وا موثاريكا إلى الوحدة، فقال لدينا من الأمور التي تجمعنا أكثر من التي تقسمنا. فلنعد إلى بلداننا حاملين أملا جديدا بإفريقيا جديدة. كذلك حضر إلى دكار رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ الغابون ورؤساء بنين وبوركينا والرأس الاخضر والكونغو برازافيل وساحل العاج والغابون وغامبيا وليبيريا ومالي وموريتانيا وزيمبابوي بشكل خاص. وشارك في الاحتفالات أيضا فنانون أمثال مانو ديبانغو واكون و شخصيات أمريكية من السود أمثال القس جيسي جاكسون. وعبر المتحدث باسم الرئيس السنغالي مامادو بامبا نديايي عن ارتياحه لامتلاك افريقيا هذا النصب. انه عيد افريقي جميل. ويشكل هذا التدشين تتويجا للذكرى الخمسين لاستقلال هذه المستعمرة الفرنسية السابقة لإفريقيا الغربية التي اشتهرت باستقرارها السياسي. وتقدر تكلفة التمثال المشرف على العاصمة بأكثر من 15 مليون يورو، لكن فكرة أن ثلث العائدات يمكن أن تعود إلى الرئيس واد، على اساس حقوق المؤلف بصفته مبتكر التمثال، هي التي تثير الانتقادات. فبالنسبة لمروجيه، فإن النصب الضخم الذي يمثل زوجين مع طفلهما يرمز إلى إفريقيا خارجة من باطن الأرض تاركة الظلامية للذهاب نحو النور، وهو يشبه ببرج ايفل في باريس وتمثال الحرية في نيويورك أو المسيح المخلص في ريو دي جانيرو.