السلام عليكم ، كيف يمكن الموازنة بين الصداقة والصراحة المطلوبتين بين الآباء والأبناء في القضايا الجنسية ؟ المرجو الإفادة جزاكم الله خيرا. على الأب أن يناقش مع أبنائه القضايا الجنسية بضوابط وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الذي نقصده من عدم الخلط ما بين الصداقة والعاطفة الأبوية ألا يقع هناك خلط في هذين المفهومين، بمعنى أن الصديق يدخل في حوارات ونقاشات يسمح بها هذا المفهوم، وكما تعلمين أختي أن العديد من علاقات الصداقة تتجاوز هذه المرحلة لتصل إلى علاقة الذكر والأنثى بمفهومه الجنسي. لأنه لا يوجد هناك حد فاصل من الناحية الأخلاقية ومن الناحية الدينية بين أن تتزوج البنت صديقها، ولكن العكس ، كل الشرائع السماوية وحتى الأخلاق الوضعية تجعل حدا فاصلا بين العاطفة الأبوية وأي اتصال جنسي. وعليه فإنني أقصد بالصداقة المضامين اللغوية والمعاني التي تصاحب النقاشات على مستوى الصداقة التي تختلف عن المضامين التي تناقش على مستوى السلطة الأبوية. كما أن الفرق الأساسي ما بين الصداقة بمفهومها العام والعاطفة الأبوية تختلف، خصوصا على مستوى استعمال الألفاظ، فيمكننا أن نخاطب أبناءنا على مستوى المضمون بألفاظ مضبوطة لا توحي بأي توجه جنسي. إذن فيمكن للأب وهو أب بسلطته وعاطفته وحنانه أن يناقش مع أبنائه العديد من المواضيع الجنسية دون أن تدخل إلى حيز الألفاظ المستعملة بين الأصدقاء، وهنا أشير إلى أنني لا أعتقد بأنه يوجد في الإسلام شيء اسمه الكبت، ولدي في هذا المجال مقال أحاول فيه تبيين أن الكبت غير موجود في الإسلام، وذلك بأن الله تعالى يتكلم في القرآن عن النكاح وعن الجماع وعن الحيض وعن النفاس وعن الشهوة في عدد من الآيات، بل إن الإسلام يتجاوز الكلام عن الجنس على المستوى الدنيوي ويرتبط في المستوى الأخروي بالجنة عندما يتحدث سبحانه عن المقصورات في الخيام وعن الكواعب أترابا. فكيف يمكننا ونحن نصلي بهاته الآيات أن يكون من بين أبناء المسلمين أناس مكبوتون؟؟ إذن فالفرق الأول والأخير لا يكون على مستوى مضمون الخطاب ولكن يكون على مستوى الاستعمال اللغوي، ومن هنا أعود وأقول بأن الفرق بين الصديق والأب يكون على المستوى اللغوي وليس على مستوى المضمون؛ باستعمال الضوابط التي علمنا إياها القرآن الكريم.