دعا كريستوفر روس، المبعوث الأممي إلى الصحراء، الجزائر إلى التعاون التام مع مجلس الأمن من أجل وضع حد للمأزق الحالي في المحادثات حول الصحراء المغربية، وذلك في تصريح أدلى به بعد لقائه بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن روس قوله: إن الجزائر كبلد جار للصحراء مدعوة من قبل مجلس الأمن على غرار الطرفين والبلدان الأخرى في المنطقة إلى التعاون التام مع الأممالمتحدة، وفيما بينها من أجل وضع حد للمأزق الحالي. وأكد روس أنه أجرى مع الرئيس بوتفليقة محادثات معمقة ومفيدة حول عدة جوانب تهم النزاع حول الصحراء، مذكرا بأن الهدف من جولته هو التوصل إلى حل سياسي يقبله الطرفان، ويضع حدا للنزاع حول الصحراء المغربية. وكان روس قد أكد من مخيمات تندوف أنه يسعى إلى تقريب المواقف بين المغرب وجبهة البوليساريو للخروج من المأزق الحالي. هذا، وأكد كاتب الدولة لدى وزير الداخلية، سعد حصار، في ندوة حول الأمن بالمنطقة الأورو-متوسطية تحت رئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري. أن منطقة الساحل والصحراء تعتبر اليوم الخطر الرئيسي لغياب الاستقرار، ليس فقط على المنطقة القريبة منها وإنما أيضا على منطقة المتوسط وأوروبا وباقي أنحاء العالم الديمقراطي، مبرزا أن الهشاشة الأمنية التي تسود هذه المنطقة تزداد حدة بسبب الحركات الانفصالية، كالبوليساريو، التي يتورط العديد من أعضائها في عمليات اختطاف سياح غربيين، وكذا في جرائم أخرى عابرة للحدود. وبعدما شدد على أهمية هذه المرحلة الجديدة والواعدة، التي بدأت في العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي وبلدان حوض المتوسط، والتي تشكل بالتأكيد عاملا للاستقرار في المنطقة، ذكر حصار بالانخراط الحازم الذي لا رجعة فيه للمغرب في محاربة جميع أشكال التطرف والإجرام بهدف جعل المنطقة فضاء للأمن والازدهار. من جهة أخرى، كشفت مجلة المستقل الصحراوي عن حقائق وصفتها بالخطيرة حول الأوضاع بتندوف، تتعلق بمصير السلاح، ومختلف أشكال الفساد، والصراعات بين القادة. وأكدت المجلة أن استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة لكسب المصالح الخاصة، هو القاعدة وليس الاستثناء، إذ إن أولوية السلطة أو الوظيفة تتمثل في مصلحة المسؤول ثم عائلته، وبعد ذلك تأتي المصالح الأخرى. بالإضافة إلى تنامي الرشوة والمحسوبية. واستفادة أبناء القادة من أفخم السيارات والأموال والعقارات في بلاد أخرى. وأفادت المجلة أن السلطات تجمعت بيد شخص واحد، والذي يملك النواحي العسكرية والأجهزة الأمنية والموارد المالية، وهو ما أدى إلى تحول كوادر وقادة آخرين إلى موظفين في دوائر ما يسمى وقتها بأمانة المكتب السياسي، وأضاف المصدر ذاته أن الوضع في تندوف بات هشا، على اعتبار بروز العديد من القيادات المنافسة، إذ طفت على السطح تجمعات وشعارات تردد وتهتف وتسب نظام الجبهة، وتخريب المنشآت، مما أدى إلى الزج بالعديد من الأفراد في السجن.