بعد مرور سنة على تدشين المركز الاستشفائي الجامعي الجديد، ما تقييمكم لحصيلة المركز خلال هاته المدة؟ بعد سنة من نشاط المركز الاستشفائي، والتي شهدت مرحلة انتقالية جد صعبة، إذ ليس من السهل الانتقال من مستشفى تبلغ طاقته الإيوائية 400 سرير، إلى مستشفى تبلغ طاقته 900 سرير، وبالتالي كان ضروريا نهج استراتيجية للتحول والانتقال، عبر منهجية تم بلورتها مع الزملاء والأساتذة منذ سنة ,2006 وهكذا ظل مستشفى الغساني يزاول مهامه لفترة من الزمن، تم خلاله فتح أوراش للعمل في المستشفى الجديد، وهو ما شكل نوعا من التكامل في تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين، وسجلنا خلال هاته السنة حصيلة جيدة، ففي الوقت الذي شهدت فيه سنة 24 ,2008 ألف حالة استشفاء، تم تحقيق 27 ألف حالة استشفاء خلال سنة ,2009 كما سجلنا خلال سنة 7500 ,2009 حالة استشفاء يومي، مقابل 1295 حالة استشفاء في سنة ,2008 وبالتالي يتضح أن هناك نشاطا قويا للمركز الاستشفائي الجديد، وهو ما تحقق أيضا بالنسبة للعمليات الجراحية المنجزة، إذ بلغت 24 ألفا و615 عملية، مقابل 20 ألفا و,969 خلال سنة ,2008 وهو ما يحقق لنا معدلا مهما يصل إلى 820 عملية جراحية في كل غرفة من الغرف المتوفرة، هاته النتائج تعتبر جد مشجعة، نظرا للفترة الانتقالية التي ليست بالسهلة. ما هي أهم المشاكل المرصودة؟ تجدر الإشارة أولا إلى أن الموارد البشرية لم تصلنا إلا خلال أبريل وماي من سنة ,2009 ومن ثم لو توصلنا بها خلال بداية السنة، كنا سنحقق نتائج أكبر، وهو ما يؤشر على أن نتائج السنة القادمة ستكون جيدة إنشاء الله، ثانيا، من جهة الموارد البشرية، نسجل أن هناك خصاصا حقيقيا، يكفي أن تقوم بزيارة لبعض المصالح، ستجد أن جل المصالح التي تتوفر على 28 سريرا، تشتغل بثمانية أشخاص من الموارد البشرية، لتصبح في فترة المداومة أربعة فقط، لكن لدينا وعود أن المركز سيأخذ هاته السنة بعض المناصب المالية، لتدعيم أنشطته، حتى يتمكن من تحقيق المهام الموكولة إليه، نسجل كذلك أن هناك بعض التعثر في التكوينات، لكن لا يمكن أن يتم التكوين في يوم واحد، نسعى إلى تحقيق التكوين الشامل بطريقة تدريجية. ماذا عن المنظومة المعلوماتية، ونظام توزيع الأدوية، التي أنجزت بالمستشفى، ولأول مرة بالمغرب؟ فعلا، المنظومة المعلوماتية التي تم تثبيتها بالمستشفى، تم إنجازها لأول مرة بالمغرب، وهي جد متطورة، فهي تتيح للمريض أن يأخذ رقما مرجعيا يتم تخزينه في النظام المعلوماتي، ومن خلاله يتم تخزين ملفه الطبي، وبناءا عليه تتم المتابعة الطبية الدقيقة للمريض بمختلف المصالح، وعند كل زيارة يقوم بها للمستشفى، بالإضافة إلى ذلك، ومن أجل ترشيد استعمال الأدوية، تم الاعتماد على خزانات إلكترونية للأدوية، تعتمد على نظام معلوماتي جد متطور لتدبير وتوزيع الأدوية بمختلف المصالح الطبية والجراحية التابعة للمركز المذكور، ويتم من خلالها تزويد مختلف المصالح بالأدوية عبر النظام المعلوماتي، ويستفيد منها المريض في وقت وجيز، مع الإشارة إلى أن جل الأدوية التي تأخذ من الخزانات الإلكترونية، يتم تسجيلها باسم المريض المستفيد منها، والمصلحة التي سلمته الدواء، وترسل مباشرة بشكل آلي عبر النظام المعلوماتي، إلى الصيدلانية، وإلى المدير العام للمركز الاستشفائي، وهو ما يتيح متابعة دقيقة لحركة توزيع الأدوية داخل المستشفى، ويمكننا من ترشيد النفقات، وتقليص حجم الأدوية المنتهية صلاحيتها، وكذا تأمين استفادة أكبر للمريض من الأدوية.