في سابقة من نوعها شهدت مدينة العرائش تظاهرة احتجاجية عفوية قام بها بعض سكان حي سيدي العربي، الموجود ما بين المقبرتين، وذلك يوم الجمعة 3 يناير 2005 احتجاجا على الحيف والإقصاء الذي مسهم، والمتمثل في عدم استفادتهم من البقع الأرضية في إطار برنامج عرائش بدون صفيح في أفق .2008 وعدم إدراجهم ضمن لائحة الأسر المستفيدة كان بذريعة إحصاء أبواب المنازل القصديرية عوض إحصاء الأسر، علما أن مجموعة من الأسر تقطن بمنازل متعددة إلا أنها تملك مدخلا واحدا خارجيا. وفي اتصال لالتجديد بأحد أعضاء مكتب جمعية الأمل لساكنة سيدي العربي ما بين المقبرتين، أكد أنه بالرغم من المحاولات المتعددة لممثلي الحي من أجل إيجاد حل عادل ومنصف للجميع لهذا المشكل، إلا أن اللجنة المكلفة بالعملية رفضت ذلك وتجاهلت ممثلي السكان وأخذت في مباشرة العملية مستغلة ضعف السكان ورغبتهم في الاستفادة، وبادرت إلى تسليم القطع الأرضية. وأكد أحد المتظاهرين بلغة متشجنة أن اللجنة خدعتهم بعدما أوهمتهم بوجود مخرج لمشكلهم، وقاموا بهدم منازلهم سعيا للاستفادة، إلا أنها قابلتهم بالتنكر لوعودها وألزمتهم بقطعة أرضية واحدة مساحتها 70 مترا مربعا لأسرتين أو ثلاث، وهذا ما دفعم إلا القيام بوقفة احتجاجية أمام إقامة عامل الإقليم وقاموا بقطع الطريق الوطنية الرابطة بين العرائش والرباط، وبعد مقدم رجال الأمن والسلطات نظموا مسيرة إلى مقر العمالة مرددين شعار: ملكنا واحد محمد السادس، حاملين بأيديهم صورا لملك البلاد وأعلاما وطنية، وقد قدر عددهم بحوالي 60 فردا أغلبهم من النساء والأطفال. ورغم تأخر رجال الأمن إلا أن المسيرة عرفت فيما بعد حضورا أمنيا مكثفا وقاموا بإغلاق الشارع المؤدي إلى العمالة، مما خلق إرباكا كبيرا في عملية المرور. كما قام الكاتب العام لعمالة الإقليم بإجراء حوار مع بعض ممثلي المحتجين ووعدهم بمدارسة كل الحالات المقصية واحدة واحدة وبحث إمكانيات الاستفادة. ويعتبر الحي الصفيحي لساكنة سيدي العربي ما بين المقبرتين من الأحياء المعنية بعملية القضاء على دور الصفيح من أصل 13 حيا صفيحيا بالمدينة، وللغرابة فإن هذا الحي يعتبر من أقلها ساكنة إذ لا يتجاوز 130 أسرة، وهذا يطرح عدة أسئلة تحتاج إلى أجوبة حول مستقبل العملية التي ابتدأت بالحركات الاحتجاجية. وللإشارة، فقد أصدر المكتب المحلي لحزب العدالة والتنمية فرع العرائش بيانا سياسيا دعا فيه إلى التفكير مليا في كيفية تنزيل برنامج عرائش بدون صفيح، من أجل تجاوز الاختلالات والتجاوزات التي تقع في بعض الأحياء نتيجة التسرع وعدم احترام الاختصاصات. محمد المودن