مازالت العائلات، المتضررة من هدم الحي القصديري سيدي العربي، معتصمة بباب الكنيسة أمام مقر بلدية العرائش بدائرة عباس الفاسي، فيما قرر البعض الآخر الاعتصام بمقاطعة الكوديا، والجزء الآخر توجه إلى مقر وزارة الداخلية بالرباط للمطالبة بمعرفة مآل مصيرهم، أما الأغلبية منهم فقد فضلت الاعتصام والمبيت في العراء بساحة مسجد الوفاء، خلف إقامة عامل الإقليم بالمدينة. ويقدر عدد العائلات بما يناهز 500 عائلة متضررة جراء هدم الحي القصديري سيدي العربي حيث لجأ المتضررون حينها إلى باحة البلدية لما يناهز الشهر في انتظار حل قضيتهم وتمكينهم من الاستفادة من برنامج مدن بدون صفيح. وذكر بعض المتضررين أنهم تعرضوا لتدخل عنيف من طرف القوات المساعدة، حيث صادرت ممتلكاتهم المتبقية من أغطية وأفرشة خاصة بهم وبأطفالهم. وكانت سلطات مدينة العرائش قد أقدمت منذ شهر على طرد وإخلاء سكان حي بسورة، بعد إعلامهم من طرف أعوان السلطة بضرورة وجوب إخلاء مساكنهم من أجل هدمها. وانطلقت قافلة من مقاطعة الكدية تحت إشراف رئيسها ورئيس قسم الشؤون العامة، والقياد، وأعوان السلطة، وجميع كبار المسؤولين الأمنيين بالمدينة مرفوقين بشاحنتي الإنعاش الوطني، و4 جرافات، وقوات مساعدة. وأقدمت هاته الأخيرة على تفريق تظاهرة مكونة من أطفال ونساء بالقوة بغية فتح الطريق للجرا فات، التي شرعت في هدم المنازل فوق رؤوس الساكنة، التي تقدر بأكثر من 400 أسرة، مع العبث بممتلكاتهم وأثاثهم المنزلي. وأصبح مصير مئات الأسر التشرد بعدما كانوا يأملون الاستفادة من بقعة أرضية مساحتها 70 مترا مربعا، كما استفاد أمثالهم في إطار برنامج مدن بدون صفيح. هذا البرنامج الذي كان من المتوقع إنهاؤه بمتم سنة 2008 ولكنه إلى حدود اليوم لم تتجاوز نسبة إنجازه سوى 45 بالمائة. من جهتهم أشار أغلب المتضررين إلى أنهم دفعوا مبالغ تتراوح ما بين 4 ملايين و7 ملايين لاقتناء منازل صفيحية، تتراوح مساحتها بين 10 و30 مترا مربعا لسماسرة يقطنون بالمدينة، حيث يقتسمونها مع بعض المسؤولين المحليين، والذين وعدوهم بتمتيعهم بشواهد السكنى وبقع أرضية بعد ذلك، في إطار برنامج مدن بدون صفيح.